عمون - محمد الخوالدة - مثالا لاحصرا، شهدت طرق محافظة الكرك في الاسبوعين الماضيين وفق احصاء رسمي ما يناهز خمسة عشر حادث سير اوقعت عشرة قتلى وعشرات الجرحى ، غالبيتهم بحسب مصادر طبية في المحافظة من الشباب الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما ، الامر الذي يرشح المحافظة – كما يقول متندرون - لدخول موسوعة "غينيتس" للأرقام القياسية في هذا المجال .

وافادت التحقيقات المرورية التي اجرتها الجهات الامنية المختصة عقب كل حادث ان اسباب تلك الحوادث مرده للعامل البشري الناجم عن السرعة العالية والتجاوز الخاطئ والتتابع القريب ، فيما لا تشير تلك التحقيقات بطبيعة الحال الى عوامل اخرى متعارف عليها بانها تشكل سببا مهما من اسباب وقوع حوادث السير ، وابرز هذه العوامل طبيعة الطريق وفنيات السيارة .

لا من ينكر ان السرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ والتتابع القريب هي المتسبب الرئيسي في وقوع حوادث السير ، فكلنا يلمح كيف ان بعض السيارات التي يقودها في الغالب شباب على طرقات المحافظة الداخلية والخارجية وحتى وسط شوارع المدن والبلدات المزدحمة تسابق وبخطورة واضحة الريح فتتجاوز السيارات التي تسير امامها او انها لا تلتزم بإشارة المرور الحمراء ، وهي ذات المخالفة التي يقترفها بعض سائقي وسائط النقل العام ، وهذا يستدعي وفق نداءات مواطنين تكثيف الرقابة المرورية في طرقات المحافظة المختلفة بما في ذلك تشغيل كاميرات المراقبة التي جرى تركيبها في مواقع حساسة من طرق المحافظة ولم يجر تشغيلها بعد.

ما يطالب به مواطنون ومنهم ذوو متوفين او متأذين من حوادث سير الا يصرفنا التركيز على العامل البشري المسبب لحوادث السير عن عاملي الطريق وفنيات السيارة ، بل لابد من الاخذ بعين الاعتبار الحالة المتردية التي عليها كافة طرق المحافظة بضيقها وتآكل وجهها الاسفلتي وما فيها من تشققات وحفر غالبا ما تفرض على السائق حين يفاجأ بها ان ينحرف بسيارته يمنة او يسره فتكون النتيجة صدم سيارة مقابلة او انقلاب .

في هذا المجال لفت مواطنون الى ان وزير الاشغال العامة والاسكان سامي هلسه ومعه وزراء اخرون زاروا في الاسبوع الماضي بلدة الطيبة ومنها غادروا الى اغوار الكرك ، وبالتأكيد يقول المواطنون فان موكب الوزراء مر عبر طريق المزار الجنوبي – مؤته – العدنانية – الكرك وهي الطريق التي توصف بانها الطريق الاسوأ في المحافظة ضيقا وبلا اطاريف وتشققات وحفر مؤذية ، وهنا يتندر المواطنون ايضا "يبدو ان متانة سيارات الوزراء وجمع السيارات الجرار الذي رافقهم بزجاجها المعتم حالت دون ان يشعروا بمرارة الطريق ، ثم سلك الوزراء الذين زاروا اغوار الكرك ايضا طريق الكرك الاغوار والتي فيها من البؤس والسوء ما فيها ، وهنا يتساءل مواطنون "كيف لنا ان نلفت وزارة الاشغال الى طرق محافظتنا المأساوية وهي التي لازالت تصم اذنيها عن سماع شكوانا وتظلماتنا ".

اما فنيات المركبة فقرار معالجتها بيد ادارة الترخيص في المحافظة والتي يقول المواطنون ان عليها ان تشدد اجراءاتها في هذا الجانب ، خاصة وقد تزايدت اعداد السيارات في المحافظة بشكل كبير ليمتلكها المقتدر على الوفاء بالتزاماتها وغير المقتدر ، لذلك فان الكثير من مالكي السيارات لا يدققون لضيق ذات اليد بفنيات سياراتهم ، اطارات ماسحة وكوابح متآكلة ، واعطال مفاجئة وتوقف اجباري في عرض الطرقات .