الرفاعي: الخروج من الازمة يحتاج انتاج ادوات لتعزيز الثقة
06-10-2017 05:26 PM
عمون- حذّر رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، خلال مشاركته في أعمال مؤتمر مؤسسة كلية دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي عقد في روما أمس، تحت عنوان "الجيوسياسية العربية: من التوتر إلى التوازن، والاستقرار، والنظام الإقليمي"؛ من تآكل الهوية العربية في ظل عدم وجود فاعلين يعيدون القاطرة العربية الى العمل العربي المشترك، بما يحافظ على الدول الوطنية ويمنع وقوع المزيد من الانقسامات والتفكك.
وخلال مشاركته في الجلسة الحوارية الاولى، تحت عنوان "الدول الوطنية: التفكك وإعادة الإدماج" والتي أدارها الوزير الأردني الأسبق وأمين عام الاتحاد من اجل المتوسط السابق الدكتور احمد مساعده؛ لفت الرفاعي الى ان عمق الأزمة العربية حاليا اصبح مدعاة لاستحضار موقف عربي مشترك لوقف المزيد من الانقسام، مشيرا الى وجود سياسة روسية واضحة في المنطقة في مواجهة غياب تلك السياسة لدى المحور الغربي.
وبين الرفاعي: إن الخروج من الأزمة الراهنة يقتضي انتاج أدوات لتعزيز الثقة بين الدول العربية وبناء نموذج اقتصادي وجيوسياسي جديد يحاكي التجربة الأوروبية بالتلازم مع وجود خطة شاملة للتنمية، كخطة مارشال في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وضرورة التعايش السلمي بين جميع القوى ودول الجوار في المنطقة.
وختم الرفاعي مداخلته، مشددا على ضرورة حل القضية الفلسطينية، وأحقية الاردن في الحصول على دعم المجتمع الإقليمي والدولي الصحيح والمناسب في ضوء تحمل الاردن بقيادة جلالة الملك لمسؤولياته الدولية، وخاصة استقبال اللاجئين نتيجة الأزمات المتلاحقة في المنطقة.
وكان الدكتور احمد مساعده افتتح الجلسة بطرح جملة من التساؤلات حول مستقبل الدولة الوطنية العربية ومخاطر الانزلاق الى مزيد من التشرذم والانقسام، لافتا الى أهمية تبعات الاستفتاء حول استقلال اقليم كردستان العراق على كل من العراق وسوريا وتركيا وإيران.
وتساءل المساعده فيما اذا كان العالم العربي يسير في طريق اعادة اللحمة والبناء ام ان حربا إقليمية ثالثة تلوح في الأفق. وتساءل المساعدة عن الدور الروسي المتعاظم في منطقة الشرق الأوسط والتقارب التركي الروسي الإيراني موخرا وكان اخره شراء تركيا لمنظومة صواريخ اس ٤٠٠ الروسية مع انها دولة عضو في حلف شمال الأطلسي وفيما اذا كان ذلك يشكل ابتعادا تدريجيا لتركيا عن المحور الغربي وخاصة الاتحاد الاوروبي.
وطرح المساعده أسئلة متعلقة بإمدادات الغاز والطاقة خاصة احواض الغاز المكتشفة في البحر الأبيض المتوسط وتساءل عن محاور جديدة تتشكل بهذا الخصوص بين اسرائيل وقبرص واليونان ومصر من جهة وبين سوريا ولبنان وروسيا وتركيا من جهة اخرى، وفيما اذا كان إمدادات الغاز يشكل سببا للتوتر المستمر بين تركيا وإسرائيل يضاف اليه دعم الاخيرة لاستقلال الأكراد والذي يعتبر مساسا بالمصالح الجيوسياسية التركية.
وعرج المساعده الى الأزمة الخليجية المتدحرجة وآثارها على انتاج مزيد من الفرقة والانقسام بين الدول العربية وتساءل عن دور ايران في ذلك وكيفية الخروج من تلك الأزمة. كما تساءل الدكتور مساعده عن المحور المغاربي العربي وخاصة ليبيا وفيما اذا كان اعادة تمركز المنظمات الإرهابية كداعش في ذلك البلد مدعاة لفتح ساحة حرب جديدة تقود الى مزيد من التمزيق العربي وتفكيك الدول الوطنية، متسائلا عن الأدوات المثلى للتعامل مع المرحلة التالية بعد القضاء على هذه التنظيمات.
وختم المساعده جملة تساؤلاته بتسليط الضوء على واقع الجامعة العربية وفيما اذا كان انحسار دورها في وقف حالة التمزق العربي ناتجا عن عيوب هيكلية ام مرتبطا بواقع الدول الأعضاء، مشددا على محورية السؤال حول مستقبل السلام في المنطقة وإمكانية قيام حل الدولتين بين الفلسطينيين والاسرائيليين في ضوء حالة الانقسام العربي والاقليمي.
وشارك في اعمال المؤتمر مجموعة من الشخصيات السياسية والاكاديمية والعسكرية والاقتصادية العربية والأجنبية والسفراء العرب في روما يتقدمهم امين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط والامين العام السابق نبيل العربي ونائب رئيس الوزراء السوري السابق عبدالله الدردري.