تكثيف الغارات على بعض الوزراء محاولة للتأثير على خيارات التعديل
فهد الخيطان
29-01-2009 05:50 AM
ليس كل ما نشهده من انتقادات نيابية لوزراء في حكومة الذهبي ناجما عن رفع »المظلات«, فالمناوشات الفردية والجماعية من طرف النواب والوزراء ظاهرة مستمرة تلازم علاقة السلطتين على الدوام.
وما شهدناه في الآونة الاخيرة من هجوم على بعض الوزراء وصل حد التجريح الشخصي او مذكرات لسحب الثقة سبق ان حصل مثلها في مجالس سابقة. وتتنوع الاسباب التي تحركها. في بعض الاحيان تكون الدوافع من وراء الهجوم شخصية تعود لرفض الوزراء تقديم خدمات للنواب او تعطيل مصالح لمناصريهم من جمهور الناخبين وفي أحيان اخرى كثيرة يكون النقد للوزراء في محله بسبب تقصيرهم في اداء عملهم واستهتارهم بالدور الرقابي لمجلس النواب.
اما النقد الذي يأتي كنتيجة لرفع »المظلة« فهو محدد وواضح ويأخذ طابعا شموليا ويطال الحكومة بشكل عام او رئيسها. لان غالبية النواب يعلمون ان »المظلة« وفرت الحماية لرئيس الوزراء بالدرجة الاولى ولم تكن معنية بالوزراء لا بل ان التدخل كان يحصل في بعض الاحيان لحماية الرئيس من اخطاء وعثرات وزرائه.
واذا شئنا ان ندخل في التفاصيل يمكننا الاشارة هنا الى مذكرة طرح الثقة بوزير الصحة التي وقعها ثلاثون نائبا منذ ايام واعتبرها محللون مؤشرا على رفع الغطاء الأمني عن الحكومة فاذا ما عُدنا الى اشهر مضت وكان »الغطاء« حينها متوفرا لوجدنا ان عددا ليس بالقليل من النواب قد دخلوا في مشاكل مع الوزير ذاته وهددوا بطرح الثقة به ووصل الامر بأحد النواب البارزين في المجلس الى تقديم شكوى بحق وزير الصحة بين يدي الملك في اجتماع رسمي. وتعرض وزراء آخرون في الحكومة الى تهديدات مماثلة بطرح الثقة مثل وزير البيئة ووزير التعليم العالي ووزيرة الثقافة.
التصعيد الاخير في حدة الانتقادات النيابية لعدد من الوزراء يفسر من قبل اوساط حكومية ونيابية بأنه محاولة من طرف النواب للتأثير على خيارات رئيس الوزراء في التعديل الوزاري المتوقع على الحكومة والدفع لاخراج وزراء لا يبدون القدر الكافي من التعاون مع المجلس من وجهة نظر بعض النواب.
ويبدو ان الحملة النيابية هذه قد تأتي أوكلها اذ معظم الاسماء التي يجري تداولها كمرشحين للخروج في التعديل هم ذات الوزراء الذين يتعرضون لغارات نيابية مستمرة تنال من ادائهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية.
واذا جاء التعديل منسجما مع توجهات النواب وملبيا لرغباتهم بإزاحة بعض الوزراء فان ذلك سيساهم في استعادة اجواء التوافق بين الحكومة والنواب في الدورات النيابية المقبلة. اذا ما كتب للطرفين ان يعمرا في الدوار الرابع والعبدلي.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net