"دولة المؤسسات والحق والمواطنة"
عاصم العابد
29-01-2009 05:41 AM
زاخر هذا الحمى الاردني العربي الهاشمي، بالقيادات التي نمت وتفتحت مواهبها وطاقاتها وابداعاتها، في ظل الكرامة الانسانية، والحريات العامة والعزة الوطنية والامن الشامل، التي وفرتها القيادة الهاشمية، بدءا بالملك الشهيد المؤسس ومرورا بالمغفور له الملك طلال، ابي الدستور الاردني، الزاخر بالحقوق والحريات والكرامة والثقة بالمواطن واحترامه، وتقدما الى باني الاردن الحديث، المغفور له الملك الحسين، طيب الله ثراهم أجمعين.
فقد جالد الحسين، بفروسية ونبل ومغالبة فذة، الواقع الاردني، القاهر، القاسي، وتفوق على الشح البارز في الموارد، وقهر ما ظنه الكثيرون، حتمية تاريخية، وقدرا لا فكاك من سطوته وهوله، وبنى وطنا، سيدا، حرا، آمنا، ودولة للحق والقانون والعدل والكرامة الانسانية، مكن الاردنيين من ناصية البناء والانجاز والابداع، وصاغ هذا الاردن المفخرة.
ويواصل ملك القلوب، ملكنا المفدى، عبدالله الثاني، الصعود بالاردن البهي، الى الاعلى، ويمضي - رعاه الله - متألقاً، في اجتراح الحلول، وتطويع الظروف، في اقليم يزداد التهابا واضطرابا وعنفا وعبثا، اقليم يوشك ان يتشظى وتهدر مقدراته، وتسخّر، لا لكرامة بنيه وأمنهم وخبزهم ومدارسهم ومساكنهم، بل للدمار والخراب والكوارث، وتحويل المحاريث الى سيوف والبيادر الى خنادق والمروج الى جدران عازلة وفاصلة.
في ظروفنا القاهرة هذه، تبرز الحاجة وتشتد، الى أبناء الاردن وبناته، الذين يشكلون العون والسند، لملكنا الحبيب، قائد المسيرة والساهر على تدبير ما يحقق لهذا الحمى، الامن والمنعة والعزة، هؤلاء الرجال والنساء، المنتمون الصادقون المخلصون، يسدون عين الشمس، من كثرتهم ووضوح سرائرهم ونصاعة انتمائهم وشدة عفتهم المالية وزهدهم.
ان مفتاح شخصية هذا الحمى المكين وهذا العرين الحصين، والمدخل المباشر لفهم أسراره وتحليل مزاياه ومكوناته، انه وطن يتحلى بتلك العلاقة الفريدة الخاصة، التي تجمع الشعب بالقيادة على صيغة فريدة حديثة جديدة، أردنية المحتوى، سداها الثقة المطلقة المتبادلة ولحمتها الايمان الكامل النهائي، بالقدرات التي ينطوي عليها هذا الشعب المؤمن المكافح الذي قهر اختلال معادلة الموارد والسكان، وبالقدرات التي تتوفر عليها قيادته الهاشمية الملهمة الحكيمة، التي حباها الله تبارك وتعالى، فطرة القيادة وموهبتها، وفراسة القائد وقدرته الاستشراقية والهامه الخلاق في كل المنعطفات الصعبة وأمام كل العراقيل الكبرى.
ان ما يدعونا الى الأمل، ان قيادة ملكنا الغالي، هي موضع الرجاء، والثقة بقدرتها وحكمتها المتزايدة، تجربة اثر تجربة، وأزمة بعد أزمة، تتجلى رؤية سيدنا الاوسع والاشمل، ويتعاظم الرجاء باستمرار، بحزمه وحسمه في الوقت المناسب وفي الظرف المناسب، وازالة ما يعترض المسيرة من عوائق وعراقيل، تمس نسيجنا الوطني الزاهي ومراجعة المسيرة، في كل الاوقات، لمزيد من القوة والتلاحم، لوطن، يلهج كل أبنائه، في مدنهم ومخيماتهم وأريافهم وبواديهم، بالمحبة والولاء، لقيادة تبرهن الايام والاعوام، على ان قلبها الكبير دائما على الامة ومن اجلها. وأن طاقاتها مكرسة لخير المواطن وأمنه وعزته ليظل كما ولد، حراً طليقاً، وليعيش حراً سيداً، في وطن حر، يحفظه كل مواطن، في فؤاده، ويفديه بمهجته، ويسابق من أجل ان يكون نموذجاً في الانتماء والعطاء والولاء.
الراي.