ليس هناك من يستطيع إنكار حقيقة أن الأكراد شعب له لغة وتقاليد وشعور وطني قوي يمكن أن نسميه القومية الكردية.
وإذا كنا نؤمن بالقومية العربية وما تعنيه من السعي إلى الوحدة العربية لأن القوميات تعبـّر عن نفسها بشكل دول مستقلة، إذا كنا قوميين فليس من حقنا أن ننكر حق الاكراد وطموحاتهم باتجاه الاستقلال.
لكن مشكلة الأكراد شديدة التعقيد، فهم موجودون في تركيا وإيران وسوريا فضلاً عن العراق، فلماذا يستقل أكراد العراق دون غيرهم وهو البلد الوحيد الذي يعترف بوجودهم ويمنحهم حق إدارة شؤونهم.
استقلال الأكراد تقف في وجهه قوى هائلة هي الدول التي يعيشون فيها وبخاصة تركيا حيث يشكل الأكراد غالبية سكان شرق تركيا ، واستقلالهم يعني انهيار تركيا كدولة.
من ناحية اخرى فإذا كان من حق كل شعب في الدنيا أن تكون له دولة مستقلة، فلماذا تكون هذه الدولة في العراق الذي تعامل مع الأكراد باعتبار أنهم مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي.
في هذا المجال لا ننسى أن في كردستان العراق أقليات تركية وعربية وغيرها فهل من حق هؤلاء أن يجروا استفتاء وأن يقرروا الانفصال.
العـراق لم يتعامل مع الاكراد على أنهم أقلية بل جزء من الشعب العراقي، وقد وصل الاكراد إلى منصب رئيس الوزراء في العهد الملكي كما أن العراقيين اليوم قبلوا رئيساً كردياً للجمهورية، وبالتالي فليس هناك تمييز ضد الأكراد. وإذا كانت شخصيتهم مطموسة في إيران وتركيا فإنها ُمعترف بها في العراق.
هناك اتجاه انفصالي عام يسود العالم، منذ سقوط الاتحاد السوفييتي الذي انقسم إلى 15 دولة مستقلة، وهناك حركة انفصالية في اسكتلندا عن بريطانيا، وكاتالونيا عن إسبانيا، كما أن يوغسلافيا التي تمتعت بمركز عالمي مرموق في عهد تيتو تحولت إلى ست دول مستقلة. وقد حدث الانفصال في السودان ولكن النتائج كانت وخيمة.
لا يوجد شعب متجانس بالكامل في أي دولة في العالم، فهناك شعوب وأعراق ولغات وأديان ومذاهب، ولكن بالإمكان الالتقاء عند نقطة واحدة هي الوطن.
الراي