صنعة "التأريخ" .. في وطننا
محمد يونس العبادي
05-10-2017 03:03 PM
الشعراء هم لسان الوجدان والساسة عقل المجتمع وغيرها من سائر الحقول التي هي حاجات وليست ترف .. والمشتغلين بالتاريخ اليوم باتوا على شحهم غائبين عن أماكنهم، أو فلنقل ثغورهم التي نذروا لها كحراس للذاكرة.
واليوم وأمام حالة الاستغراق من التشاؤمية التي يعيشها المجتمع يستنفر البعض وسائل الاعلام لتخرج الناس من سياقات الكراهية الى سياقات المحبة ومساحات الأمل بقادمٍ أفضل.
ويغيب عن البال الحاجة لاستنفار جهازٍ موازي، هو جهاز التاريخ الذي بات اليوم ضعيفاً في حضوره الاجتماعي والفكري والأكاديمي.
ولنأخذ من الجوانب أعلاه آخرها إذ استنفرت اللجان الأكاديمية قواها لبحث موضوع قلة الراغبين بدراسة تخصص الشريعة وارتفاع معدل القبول فيه.
وعلى أهمية موضوع تخصص" الشريعة" لكونه يمثل شريحة هامة من قادة الرأي العام إلا أننا يجب أن ننظر أيضاً إلى موضوع التاريخ كتخصص أكاديمي له من الأهمية خاصة وما شاب هذا التخصص من ضعف ليس أدل عليه من ضعف الذاكرة الوطنية في عقول النشء.
فاليوم، الذاكرة الوطنية باتت تعاني من غياب الاهتمام بها والتأطير ، وإن وجد اهتمام فإنه لا يتجاوز الأساليب التقليدية من ندوات وكتب وغيرها على أهميتها.
فاليوم أحد أسباب الوهن التي نعيشها مجتمعياً وشكوانا من خطاب الكراهية والتشاؤمية وهن الذاكرة الوطنية.
خاصة وأننا شعب له صور وملامح بالإمكان العودة إلى مصادرها التي ما زال كثير منها حبيس الرفوف وتقديمها بأسلوب مبسط وريادي للنشء والقارئ ليدركوا أن خطى أجدادهم على هذا الثرى لم تكن مسيجة بالورود بل كانت تجربة كلها ملامح وطباع جنبتنا وعبرت بنا إلى ما هو أصعب من ظرف اليوم.
والأمثلة تتعدد بدءاَ من ولادة الامارة على تخوم سوريا وثورتها بين الأعوام (1925) ولغاية(1927) .. مروراً بنكبة فلسطين ووصولاً للوحدة وما تبعها من محاور وتضييق !
جل القول علينا العناية بتاريخنا الوطني ومدخلاتها.. فكم أحوجنا إلى تيارٍ تاريخي جديد يعيد الحيوية للتاريخ فالذاكرة فالحكاية الأردنية .. !