حرصا على الديموقراطية وحقوق الانسان في العالم العربي ، لم تر هيومان رايتس كل الدمار والقتل وتناثر الأشلاء و هدم المنازل ، الذي أوقعه العدوان الصهيوني المجرم ، على المدنيين في غزة ، ولم تر كذلك ما يزيد على ستمائة مسيرة ومظاهرة جرت في الأردن استنكارا للعدوان على غزة جابت شوارع العاصمة وكل المدن والقرى الأردنية عبر فيها الأردنيون عن تضامنهم ودعمهم للأشقاء في فلسطين ، دون المساس بهيبة الدولة وأمنها أو الاعتداء على الممتلكات العامة ورجال الأمن المرافقين ، الذين حرصوا على سلامة المتظاهرين حرصهم على أمن الوطن وسلامته . فقط ما لفت انتباه هيومان رايتس وأثار شفقتها وأقلق نومها تعرض مواطن أردني ل ( فشخة ) في مظاهرة تجاوز مندسون فيها على رجال الأمن فتسببت ببعض العنف الذي استنكره وأدانه رأس الدولة الأردنية جلالة الملك ووضع بذلك حدا للموضوع .
لو أرادت هيومان رايتس و غيرها من منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات الأمم المتحدة التعامل بموضوعية مع ما يجرى في المنطقة من اعتداء على حياة الإنسان وحقوقه لطالبت أولا بإنهاء الإحتلال أساس البلاء ، ولدفعت بعشرات الألوف من المراقبين للتواجد في غزة حتى قبل وقوع العدوان الصهيوني الأخير فما سبقه من حصار وتجويع ومنع لدخول كل المواد الأساسية والضرورية لاستمرار الحياة البشرية بأدنى صورها كان بحاجة لآلالف التقارير التي تدين دولة الإحتلال . أما ما جرى خلال العدوان من استهداف لكل أشكال الحياة في غزة فلا أذن تسمع ولا عين ترى غير ما تعرضه اسرائيل على شاشات التلفزة من حفر تسببت بها صواريخ المقاومة لا تكاد تكفي أكبرها لدفن رضيع واحد من مئات الأطفال الذين قتلتهم في غزة ، فصورت للعالم وكأنها الدمار الشامل لأمن اسرائيل ووجودها مما استحق الرد العنيف المدمر على أطفال غزة ونسائها دفاعا عن النفس !!
نقول لهيومان رايتس شكرا ( كفيتو و وفيتوا ) ولا حاجة بكم لزرع أسباب جديدة للفتنة والاختلاف في ما بيننا ، فأمتنا قديرة على ذلك بيد أبنائها واللي فينا كافينا ، فعلى مستوى القادة عقدنا للقمة ثلاثة مؤتمرات سبقتها مبادرات ومبادرات ، أما نحن العامة فلدينا ما يشغلنا من احتفالات بالنصر وجمع للمعونات الغذائية والطبية سنرسلها لغزة ليحتفل بها الأهل هناك بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والإتفاق على تسمية المؤتمن على إدارة أموال إعادة الإعمار .