وللمعلمين في عيدهم كل التبجيل
فيصل تايه
04-10-2017 10:03 PM
يطلّ علينا عيد المعلم العالمي ، الذي يصادف الخامس من تشرين الأول من كل عام محملاً بسلال الخير والعطاء والمحبة ، فتحلو الكلمة وينطلق القلم ، وتغدو قاعات الدرس منابر فكر وعلم ، فرسانها معلمون مخلصون أشاوس ، آمنوا برسالتهم مبدأً وعقيدة..
وفي ذلك.. لابد لنا من وقفة إجلال واحترام ، ووفاء وإخلاص لهؤلاء الرسل الذين بذلوا الغالي والنفيس للقيام بدورهم في سبيل المعرفة وبناء العقول الناشئة ترسيخاً لأجمل القيم والأخلاق الكريمة والعطاء الذي لا ينضب ، فهم حقاً أهلاً للتقدير والتبجيل ، وهم أرفع من الكلمات وأكبر من القصائد ، منهم تقتبس الأجيال روح المواطنة الحقة الصالحة ، فهم البناة الحقيقيون لأنهم يبنون الإنسان ، والإنسان هو غاية الحياة ومنطقها ، فهل من أجر يوازي عطاء المعلم في بناء المجتمع ، فأية كلمات توازي جهدهم ؟ وأي حديث يمنحهم حقهم الحقيقي؟..
كل الكلمات تصغر أمام عظيم صنيعهم وكل الحروف تقف عاجزة عن وصف جميل أفعالهم ، فلك أيها المعلم ، أيها البنّاء الحقيقي للإنسان ، إليك في عيدك كل حب وكل تقدير ، إليك في عيدك كل ورود بلادي من دحنونها إلى سوسنها ، لأنك علمتنا كيف نحيا ويبقى عيدك عيد الوطن ، فهنيئاً لك عيدك ..
وفي هذه المناسبة كم نحتاج ونأمل تغيير النظرة النمطية للمعلم ، تلك النظرة التي لا تليق بمقامه ، والتي باتت مترسخة في أفكار الناس وأذهانهم وعقولهم ، فما نتمناه بالفعل أن تعاد صورته المشرقة التي تليق بمكانته ، وإبراز دوره الحقيقي في إعداد النشء ، نريد نظرة احترام من أولياء الأمور والطلاب وتوعيتهم بأهمية تقديره.
وكذلك .. نريد حقاً للمعلم في أن يشعر بالأمان ذلك ما يمنحه الثقة والرفعة ، والتعاون معه على تحقيق رسالته السامية ورفع روحه المعنوية وتقدير جهوده ، نريد حقاً للمعلم في التأهيل المهني ، فله الحق أن يؤهل تأهيلاً يمكِّنه من أداء رسالته التربوية باقتدار فلا يتم ذلك إلا من خلال التدريب المستمر وإكسابه المهارات التربوية والتعليمية المناسبة ، فليس هناك معلم ضعيف ومعلم قوي ، فرفع مستوى أدائه وظيفياً ومهنياً وتطويره من خلال الدورات التدريبية اللازمة العالية المستوى والتي تلبي طموحه وتجعله واثقاً من عطائه ، وتدريبه على استخدام الطرق الحديثة والتقنيات التربوية الميسِّرة لعملية التعليم ذلك حق مستحق ، مع متابعته في ذلك متابعة جادة خاصة من خلال القائمين على الإشراف التربوي ، وكذلك تشجيعه على البحث العلمي والتجريب في مجال الإعداد وطرائق التدريس والإدارة الصفية و التقويم ، ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق توفير كوادر تربوية تدريبية مؤهلة وخبيرة تمكنه من النمو والارتقاء ، اضافة لوضع السياسات التي تحقق ذلك بكل شفافية ووضوح .
نريد رعاية للمعلمين المتميزين والاهتمام بهم والعمل على تنمية مواهبهم وتوثيق إنجازاتهم ونشاطاتهم المتميزة في الدراسات والأبحاث وتعريف الآخرين بها ، نريد أنظمة وظيفية وجزائية خاصة بالمعلمين وتحديدها ، إذ أن هذه الفئة من موظفي الدولة لهم خصوصيتهم الوظيفية ، كي يعي المعلم تماما ما له وما عليه ،فلا بد من معالجة مشكلاتهم بأسلوب تربوي حضاري بعيدا عن التسلط والسيطرة .
نريد للمعلم عيشاً كريماً يضمن له حقه في الحياه ، ومميزات وظيفية تحفزه وتشعره بضرورة استقراره الوظيفي وعدم حاجته إلا إلى العيش النبيل بكرامة وعزة ، ذلك ما يضمن له ولأبنائه الرفعة والتقدم .
المعلم هو القدوة الحسنة ، في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخلاصه وتوجيهه للطلاب وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار ، فهو الأقدر على العطاء وهو المثل الحي لتلاميذه ، فرسالة المعلم رسالة تكامل مع رسالة الأسرة في التربية الحسنة لأبنائها ..
ويحضرني أخيرا أن أقول : يتحتم على كل طالب وطالبة النظر بعين الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع للمعلم ، فالتواضع لشخص معلمك ايها الطالب عز ورفعة لك ، لذا فإن حق المعلم عليك احترامه وحسن الاستماع إليه ، والإذعان لنصائحه وتحري رضاه.
كل عام وانتم بألف خير معلمي الوطن الكرام ..
ودمتم سالمين