جيد أن تعاني من السكري في بلد تكثر فيه الضرائب على الحلويات
04-10-2017 08:49 PM
عمون - لقمان إسكندر - أول ما يعشق المرء في حارته "الدكانة". أبو فريد كان بنظري البطل. كان رجلا ذا بسمة ساحرة، بطعم "الحلقوم" الذي يبيعه. اليوم تبدّل الحال. الان وقعت في غرام صيدلية.
في أية حال لم أعد قادرا على متابعة أكل الحلقوم. السكري اوقفني عن ذلك.
من الجيد أن تعاني من السكري في بلد تكثر فيه الضرائب على الحلويات.
ولأن العين تعشق قبل القلب أحيانا. وقعت في عشق قطرة عين، ثم أصبحت أُعدّد. كهل ذو علاقات متعددة مع رفوف الصيدلية. هنا دواء للقولون، وعلى اليمين داعم لامتصاص المعدة. ولأن الركبة تصطك، حتى أكاد أسمع حديثها صار لزاما أن أمنعها من الثرثرة، فأخدّرها، حتى تهدأ، ولا تكاد. وهناك أيضا رفّ يطارد الصداع الازلي فيقتله أو ينام. وأنام معه.
مرحبا بك في مرحلة المساعِدات، والمكملات الغذائية. ولها رف بهي مضيء. ذو لمعة وشجون. لكن عليك قبل ذلك أن تهدئ من روع القولون.
يوما ما سأقول لأحد المسؤولين ان تصريحك الفلاني كلفني سبعة دنانير. كان تصريحا مثيرا للتوتر، فابتعت له مهدئا .
عندما ذهبت الى الطبيب قال لي: لا تغضب. فاعترضت وأجبته: لكني سأملّ من "قعدة البيت". وحتى هذه ستتكفل نشرة الأخبار بالمهمة.
يومها نصحني الطبيب ان أكف عن مشاهدة نشرات الأخبار. قال: عليك بقنوات الأطفال، فسألته، أي فئة عمرية أختار منها؟ ثم زممت شفتي وغادرت.
لي ساعة اتابع مذيع الأخبار. وسيم وذو حضور، لولا مشاهد الدم والدمار.
بعد قليل سأتعب من صراخ الضحايا، سأغلق التلفاز، واخرج من المنزل. افتح باب البيت فقط. هنا سيتكفل الجميع بالآكشن. في الشارع، وفي السوق...
في الطريق يعترضني جار غاضب من سياسة الحكومة الاقتصادية. أضع يديّ على اذني وأهرول مبتعدا. فجأة أسقط ارضا. نسيت أنني عقدت اتفاقا مع ركبتي ألا أهرول.