facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




استفتاء اقليم كردستان النتائج والتوقعات


اللواء المتقاعد مروان العمد
02-10-2017 12:01 PM

بالرغم من كل التهديدات والاعتراضات وطلب تأجيل الاستفتاء في اقليم كردستان العراق الا ان الاستفتاء قد تم اجرائه في موعده بتاريخ ٢٥ / ٩ / ٢٠١٧.


ورغم توقعاتي بأن الاستفتاء سوف يجري ولكن بأغلبية بسيطة بسبب معارضة حزب التغيير الممثل للقوى المدنية والعلمانية وحزب الجماعه الاسلامية الكردستانيه الممثل للأخوان المسلمين للاستفتاء وانضمام الحزب الوطني الكردستاني بزعامه جلال الطالباني لهذه المعارضة، الا انه في اللحظات الاخيرة وفي عشيه يوم الاستفتاء اعلن حزب التغييير وهو الحزب الثاني في المنطقه تعويم موقفه من الاستفتاء وأعطاء اعضائه حرية المشاركه من عدمها.


وبعد يومان من الاستفتاء اعلنت اللجنه المنظمة للأستفتاء مشاركه حوالي ثلاثه وسبعين في المائة من الناخبين فيه وان من صوت بنعم منهم للاستقلال بلغت نسبتهم حوالي ثلاثه وتسعين في المائه . وعلى فرض صحه هذه الارقام وهو ما اميل اليه بالرغم من تشكيك البعض والقول ان نسبه التصويت فيي محافظه السليمانيه مركز الاحزاب المعارضه للأستفتاء لم تتجاوز ال سته واربعين في المائه .


وتثبت نسبه التصويت العاليه هذه ونسبه المصوتين بالموافقه شبه المطلقه مدى الرغبه العارمه لدى الأكراد بأن يروا كياناً مستقلاً لهم بالرغم من ان الاستفتاء قد جرى بالعراق اكثر دول تواجدهم التي منحتهم حقوقهم . وربما يعود ذلك الى ضعف الدوله في العراق وانهيارها . والظروف التي يعيشها حالياً من اخطار الارهاب الداعشي والحشد الشعبي الشيعي . ولكونهم عاشوا سنوات طويله وخاصه خلال العشرين سنه الاخيره بعيداً عن سيطره الدوله المركزيه في بغداد مما قضى على سلطتها وتأثيرها في الاقليم .


وقد اعطى هذا الاستفتاء مؤشرات الى ما يمكن ان يحصل من قبل الاكراد في كل من تركيا وايران وسوريه وما يمكن ان تفعله هذه الدول لمواجهه هذا الخطر .
والبدايه ستكون من العراق حيث اعلن رفضه للأستفتاء ونتائجه وطالب بالغائه قبل الدخول بأي حوار مع سلطات اقليم كردستان . كما اعلن عن حظر الطيران فوق منطقه كردستان الا لأسباب انسانيه او عسكريه . كما طالب بتسليمه اداره المطارات في الاقليم بالرغم من غيابه عن القيام بهذا الدور خلال السنوات الماضيه والتي كانت تقوم به سلطات الحكم الذاتي في الاقليم . الا ان السلطات التركيه تركت الخط ما بين مطار بغداد ومطارات الاقليم مفتوح . ومعنى ذلك ان من يريد ان يسافر الى الاقليم او يغادره جواً سوف يسمح له بالسفر من مطارات المنطقه ثم الى مطار بغداد ومنه الى اي مكان بالعالم وبالعكس والذي سوف يتعرض لضغط في حجم العمل أكثر من طاقته . ومن غير ان يتم توضيح كيفيه تطبيق هذا القرار وهل لدى السلطات العراقيه القوه العسكريه والجويه القادره على تنفيذه ام ان ذلك سيكون بتعاون من قبل تركيا وايران بالاضافه للقوه القانونيه ؟ .


كما طالبت السلطات العراقيه تسليمها جميع المراكز الحدوديه للاقليم بالتعاون مع تركيا وايران . وقد ردت سلطات الاقليم برفض هذه الطلبات والقول ان اجراء الاستفتاء يتفق مع الدستور العراقي ومع قرار الحكم الذاتي ومع قوانين الاقليم .
كما قامت السلطات العراقيه بأجراء مناورات عسكريه مع كل من تركيا وايران وفي المناطق المحاذيه لحدود الاقليم .
ولكن من يتابع التصريحات العراقيه والمواقف الحقيقه فأن قضيتهم مع الاقليم تتعلق بالمناطق المتنازع عليها مثل محافظه كركوك ونفطها وعلى المناطق التي احتلتها قوات البشمركه من تنطيم داعش من خارج الاقليم واعتبرتها تابعه للاقليم وشمولها بالاستطلاع . وفي حال ابدت سلطات الاقليم مرونه في هذا المجال وتم الاتفاق على كيفيه توزيع عائدات النفط فلن تعود هناك مشاكل كثيره مع سلطات الاقليم وخاصه انها كانت بعيده عن سيطرتهم منذ زمن طويل وستكون بغداد على استعداد لتقديم المزيد من التنازلات لسلطات الاقليم مع ارتباط شكلي بالسلطه المركزيه . وخاصه بأنها غير راغبه وغير قادره على الحل العسكري وقد اعلن حيدر العبادي انه سيعمل على حمايه اكراد العراق من اي عمل عسكري . كما اخذت تتردد اخباراً عن وساطات دوليه بين الطرفين للوصول الى حل ينزع فتيل التوتر .


ولكن ماذا عن دول الجوار تركيا وايران والى حد ما سوريه من هذا الاستفتاء ونتائجه
ولنتحدث عن تركيا ، ان اعتراض تركيا على الاستفتاء ونتائجه ليس خوفاً من انقسام العراق وربما كان ذلك اكبر امنياتها على شرط ان لا يتضمن دوله كرديه لما له من تأثير ومخاوف عليها وعلى وحده اراضيها حيث يقيم اغلبيه الاكراد وبعدد يتراوح مابين خمسه عشر وعشرين مليون وبنسبه تصل الى عشرين في المائه من سكانها . حيث سيكون لاستقلال اقليم كردستان العراق دافعاً لهم لتحقيق املهم في الاستقلال التام عن تركيا . ولذلك كانت رده فعلها شديده حيث هدد اردوغان زعماء الاقليم بعدم اجراء الاستفتاء . وعندما تم اجرائه هدد بالقيام بأجراءات عسكريه بالتعاون مع ايران والعراق واجرى مناورات عسكريه مع القوات العراقيه قرب حدود الاقليم . وحشد قواته واعن اغلاق المنافذ الحدوديه وهدد باغلاق انابيب النفط الماره من الاراضي التركيه الى موانئها . وقال ان زعماء كردستان قد غدروا به بعد ان قام بتسليحهم وتدريبهم على السلاح ومساعدتهم على الاستيلاء على اراضي جديده خارج حدود الاقليم وهي التي الإن موضوع منازعه مع السلطات العراقيه .
ولكن لنناقش هذه التهديدات والاحتمالات . فهل تركيا على استعداد لشن حرب على اكراد العراق داخل اراضيهم الجبليه الوعره والتي هي رغم محاولاتها المتكرره واجتيازها للحدود العراقيه عده مرات لم تستطع ان تقضي او تضعف نفوذ حزب العمال الكردستاني في المنطقه ؟ .
ثم ما هو رد الفعل المتوقع من اكرادها الذين سيكونون خلف خطوط قواتها ؟ .
اما بالنسبه لأغلاق انابيب النفط فأن اكراد العراق سيبقى لهم نفطهم لاستعمالهم كما سوف تنشط تجاره تهريب النفط عبر الاراضي التركيه كما كانت داعش تهرب نفطها عبر حدودها من غير ان تستطيع منع عمليات التهريب هذه الا اذا اعترفت تركيا ان تهريب نفط داعش كان يتم بمعرفتها وتحت عينها ولصالحها .


كما لا ننسى ان تركيا اليوم ليست تركيا قبل سنه اوسنتين عندما تغيرت قواعد اللعبه وتغيرت التحالفات وقل اصدقائها وكثر منتقدوها واولهم الدول الاروبيه الذين سوف يحملون لواء الانسانيه ويذرفون دموع التماسيح على اكراد العراق . وبعدما اصبح اردوغان وفي كل يوم يخرج بتصريحات ومواقف جديده ثم يتراجع عنها في اليوم التالي .
يضاف الى ذلك ان التدخل العسكري التركي في شمال العراق امر مرفوض من قبل الحكومه العراقيه لخشيتها من ان يتحول ذلك الى احتلال دائم .


اما بالنسبه لايران فهي وان اغلقت معابرها الحدوديه مع منطقه كردستان العراقيه واوقفت التعامل المتبادل معها بمجال النفط والغاز . وان كانت تخشى ما تخشاه تركيا من وراء استقلال هذا الاقليم وتحرك اكرادها في هذا الاتجاه فأنني اعتقد ان انشغالها بما يحصل في كل من سوريه والعراق واليمن سيحد من قدرتها على التدخل العسكري في هذا الاقليم وحتى اعتقد انها غير راغبه بهذا التدخل الا اذا كان عن طريق تنظيمات الحشد الشعبي التابعه لها .


وحتى يكتمل الحديث عن هذا الموضوع فلا بد من التعرض لموقف الولايات المتحده الامريكيه والتي اعلنت معارضتها للأستفتاء قبل اجرائه وانها لن توافق على نتائجه . ولكن بعد الاستفتاء خفت لهجتها واصبحت تدعوا للحوار . وهذا يدفعنا للتسائل هل حقاً كان موقفها معارضاً للاستفتاء ام داعماً له من خلف الصوره كجائزه وترضيه لأكراد العراق لمواقفهم منها ومساعدتهم لها في أحتلال العراق ومن ثم للتصدي لتنظيم داعش وكما هو الحال في سوريه حيث تدعم الولايات المتحده الامريكيه الاكراد فيها وقوات سوريه الديمقراطيه وعملت على حمايه مدينتهم كوباني ثم تسليحهم ودفعهم لقطع نهر الفرات الى غربه والاستيلاء على مدينه منبج . ثم دعمهم بالهجوم على الرقه ودير الزور واستخلاصهما من ايدي داعش قبل ان تصل اليهما قوات النظامً. وقد اعلنت قوات سوريه الديمقراطيه انها لن تسمح لقوات النظام بدخول المناطق التي حررتها واعلنت عن نيتها تنظيم استفتاء فيها لتقرير مصيرها وان قالت انها تسعى لكيان متعدد الاعراق . او ربما يتم الربط ما بين الكيانين في سوريه والعراق .


اما الموقف الاخير الذي سوف اتحدث عنه فهو موقف دوله الكيان الصهيوني حيث انها الوحيده التي اعلنت صراحه عن دعمها لسلطه كردستان وللأستفتاء . كما كان هذا الكيان قد اقام اقوى العلاقات مع سلطه كردستان وخاصه في المجال الأستخباراتي حيث اصبحت اكبر قاعده للموساد خارج كيانهم . بالاضافه الى عمليات التسليح والدعم التكنولوجي والاستثمارت الكثيره التي اقامتها هناك وعدد الخبراء والعاملين الصهاينه المقيمين هناك . وقد انعكس ذلك على موقف سكان الاقليم منها حيث رفعت الاعلام الصهيونيه الى جانب اعلام كردستان بعد ان تم تغيب العلم العراقي الا على المواقع الحدوديه . وحتى الاغاني التي كانت تدعوا للأستفتاء وتحتفل به كان المشاركين فيها يحملون العلم الصهيوني الى جانب علمهم غير مدركين ابعاد الاهداف الصهيونيه على المنطقه وعليهم انفسهم احفاد صلاح الدين والتي تريد ان تجعلهم وقوداً لنيران قد تستمر مستعره لعقود .
فهل ما يجري سوف يعني ولاده اسرائيل أخري في الشمال العراقي ام هي محاوله للحصول على اكبر المكاسب او هي خطه امريكيه لابقاء المنطقه مشتعله . ام هو طوق نجاه لداعش او التمهيد لخلق ما هو اشد واعنف من داعش . لننتظر ونرى ما سيحدث .
فلا زالت المنطقه مفتوحه على كل الاحتمالات .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :