عند مفترق الرحيل قال لي:
حان وقت الغياب
سأترك لك كأس نبيذ ..
وردة حقل احلامنا ..
وقصيدة ..
دق المغيب بابي
ليتني أسرق قليلاً من الوقت
لأحملك في زورق القلب يا ضوء نذوري
دق الرحيل يا حبيبة الروح باب ارواحنا
سأزرع في ثغرك قبلة من ياسمين
احملها معي على جناح الموت وأرحل
إلى أين تحملني أيها الوقت؟
تسير كالسارق في عتم ليلي
تناديك وحشة الساعات
تراقصك كغجرية
تسكب لذتها في كؤوس
من نبيذ تعتقه أيامي
تحملها بلهفة إلى مخدعك
تحترف التلصص عبر ثقب الروح على حفل لهفي عليك
ترحل بصمت ..
ترمقني بزيف لحظها
تقهقه كالبحر الهائج
تحدق بي
حائرة أنا
على مائدة وحدتي
أنظر إلى فتات الذكريات
كيف اشبع جوف القلب ..
هذا الصارخ في متاهات أحلامي
أراها زاحفة إلى أرض
لا أعرفها
يسكنها المجهول
أخافها
أترقب قدراً محتوماً
يتربص بي
أرض أهلها جاؤوا من سفر
غرباء جرفتهم مراكب الغياب
فراحوا يلوحون بالأكفان
عيونهم من غبار الزمان
ارتسمت فوق وجوه ممسوخة
كأنها خيوط تختال
في ظلال العيون
فوق أكفان تلونت بالأحزان
هذي مراكبهم تنظر إلى مرافئ
من هفوات
تهدهدني عليها الاكف يوماً
لتحملني الى الغياب وتنساني