خطاب الأمير في الأمم المتحدة
د. فهد الفانك
02-10-2017 12:57 AM
الخطاب الذي ألقاه سمو الامير الحسين ولي العهد في الأمم المتحدة أثار الإعجاب ، وقوبل بالاستحسان داخل الأردن ، واحتفلت به الصحافة ، ليس فقط بالتغطية الموسعة وإلقاء الضوء على العبارات الحساسة ، بل أيضاً بفتح الصفحات للكتـّاب والمعلقين الذين لم يقصروا.
الصدى الإيجابي الذي حظي به الخطاب داخل الأردن لم يمنع صوتاً هنا أو هناك يوجه نقداً أو يبدي ملاحظة ، وكلها تستحق التفهم والتوضيح.
قال أحدهم أن الأردن يتسول من المجتمع الدولي. وهذا غير صحيح ، فالذي يتسول ينافق ولكن الأمير قام بالتوبيخ على تقصير العالم. ليس تجاه الأردن بل تجاه اللاجئين السوريين الذين تدفقوا على الأردن لا يملك أكثرهم سوى الملابس التي جاء بها.
هؤلاء الضحايا بحاجة ليس فقط للطعام والمنام بل أيضاً للتعليم والصحة والامن وفرص العمل ، وبالتالي كان لا بد من بناء مدارس ومستشفيات وتجهيزات مختلفة استغرقت ربع موازنة الدولة وذلك لكون الأردن الدولة المستضيفة الأولى للاجئين بالنسبة لعدد السكان والموارد.
وقال آخر أن ولي العهد لا يملك صلاحيات دستورية لمخاطبة العالم بمواقف سياسية ، وهنا يجب ملاحظة النقاط التالية:
1- لم يكن الخطاب اجتهاداً شخصياً ، فهو خطاب مؤسسي يمثل المملكة الأردنية الهاشمية.
2- لم يلق ِ الأمير الخطاب بوصفه ولياً لعهد الأردن ، بل بصفته منتدباً من قبل جلالة الملك الذي من حقه أن ينتدب من يشاء.
الخطاب لقي الصدى الإيجابي الذي يستحقه داخل الأردن ، وهذا امر متوقع ، ولكن المطلوب ليس إقناع الأردنيين أو التأثير على مواقفهم ، وقد أخذ الخطاب فرصة مخاطبة العالم من خلال الأمم المتحدة حيث ترجم الخطاب إلى خمس لغات.
إذا كان ضمير العالم لم يتحرك ولم يتأثر ، فإن الامير لم يفاجأ ، فقد وصف الضمير العالمي بأنه في حالة (صمت) وهذا تعبير دبلوماسي حتى لا يقول أن ضمير العالم في حالة موت سريري ، وقد اسمعت لو ناديت حياً.
ردود الفعل المحدودة في دول الغرب تستحق الشكر ، ولكن الكلام الطيب لا يدعم الموازنة ، ولا يبني المدارس ولا يوفر فرص العمل.
الراي