إلى متى سنبقى ننتقد الدولة والمسؤولين؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
01-10-2017 02:56 PM
ننادي يا وصفي ويا هزاع، ويا حابس، رحمهم الله جميعاً، ننادي باسم الشرفاء الذين خدموا البلد ونندب على أبوابهم، إلى متى سوف نبقى نقف على قارعة الطريق ونقذف كل من مرّ منها بالحجارة؟، وننتقد كل مسؤول، فما أن يجلس على كرسيه حتى تمد له أصابع الاتهام وأصابع العدائية، لماذا نستمتع ونتلذذ بتشويه صورة المسؤولين، سوف تجيبني فساد، هناك فساد، مستشرٍ بكل مكان، طبعاً الفساد موجود ولكن ليس بالأردن، بل في كل دول العالم وفي كل بقعة منذ الخليقة، هناك صنفان من الناس الصالح والطالح الجشع والقنوع.
ولكن أيها المنتقدون بما أن لديكم ألسنه تنطق وتعرف كيف تنتقد، ألا يوجد أيضاً ألسن وفكر يصلح ويبادر، ألا يوجد من يقفون صفاً ليس متظاهرين ولكن مصلحين ومبادرين بإعلاء الصوت لإصلاح الأمة ما فسد منها، ألم يقال أن ( الدين النصيحة)؟ أليس هناك سبل للدعوة والاصلاح، لماذا نتعلم كيف نسب ولا نتعلم كيف نثني؟، لماذا نتعلم كيف نشوه ولا نتعلم كيف ننصح؟، لماذا نتعلم أن نكسر مجاديف الغير ولا نتعلم كيف نصلح ما تكسر من ألواح السفينة؟، جلالته يواجه معنا في هذه البلد الكثير من التحديات ويقدم مبادرات أمام المسؤولين لعلهم يقتدون بها، فلماذا لا نحاول نحن الشعب أن نتصرف كما يتصرف القائد؟ أن نبادر، نكشف الفساد بطرق حضارية ونعطي حلولاً وبدائل، بدل أن نركض خلف أشخاص معينين بالدولة لنسبهم ونقذفهم ونتتبع حتى أخبارهم العائلية، أين هي الأقلام التي تصلح وتدعوا إلى الإصلاح؟ أين هي الأقلام التي يجب أن تقدم المقترحات والحلول؟، ستقولون لن يسمعنا أحد، سأقول لكم لم تُسمعوا لأنكم تتخذون الشتم سبيلاً والانتقاد طريقاً لكم، ادخلوا إلى الورشات والندوات والمؤتمرات والنوادي وتكلموا وارفعوا الأصوات ولكن بنصح معقول وليس بإظهار أنفسكم من خلال التبجح والتشدق والتطاول والقذف والسب والشتم، تريدون الاصلاح، كيف للقيادة أن تثق بكم وأنتم لا تملكون إلا أساليب قديمة بالية معروفة، لا تسمن ولا تغني من جوع، لن يكون التغيير إلا بالوقوف بكلمة واحدة وصفاً واحداً ووقفة رجل واحد وبأسلوب راقٍ يوصل الصوت للقيادة والمطالب للدولة.
واعلموا أن أسلوب الشتم والسب والصراخ والنقد لم يعد سبيلا للوصول إلى الكرسي، فمن أحب الأردن سعى لإصلاحه بكل ما أوتي من قوة.