في تشرين، يدلف الخريف أبوابنا خلسة، تسقط أوراق جديدة من الروزنامة على أنغام تساقط أوراق الدالية، وصرير الأبواب التي تلعب بها الريح الخجولة .
في تشرين ، لم يعد للصيف مكان ، يذهب ويجر بعباءته ما تبقى من الشوب والنزق الصباحي ، فألملم نفسي وأرحل كطير مهاجر مل الطيران والتجوال ، ألملم نفسي عائدا في مقعد الطائرة كفارس متعب وكعاشق مخذول ...
يا تشرين ، يا أول الشتاء الموعود ، يا التفاتات الراعي في وجه السماء باحثا عن الغيم الهارب .. يا تشرين يا أمل الفلاحين على سفوح القرى أن ثمة مطر قادم ، يغسل وجه الزيتون فيدير الماء في الزيت ، ويطفئ غبار الدروب ، ويصفق أبواب الفقراء مبكرا.
في تشرين تعود صبايا الجامعة إلى قاعات الدرس ، إلى ملل المدرسين وبطولاتهم ، إلى كوب القهوة ، إلى ثمة عشاق واهمين يسرقون قصائد درويش ونزار ويخطؤون بالإملاء ..!
في تشرين ، يحل الليل على عجل ، وعمان امرأة تنام مبكرا ، " تضبضب " أواعي الصيف وتطوي الذكريات حتى لا يلهو بها الأطفال ...
في تشرين ، الحكومة امرأة لئيمة ترفع أسعار المحروقات ، وتبكي مع الفقراء، وتشحد على دموعهم ، تصلي بلا وضوء وتدعو الله أن تمطر ...!!
في تشرين ثمة وجع وغياب ، وثمة مطر منتظر يعلن أن الأمل والفرج قد يصل ....!!