facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




رداً على بني ارشيد : دعوتك للعلمانيين تعوزها الجدية


بسام حدادين
01-10-2017 12:45 PM

وجه السيد زكي بني ارشيد القيادي في جماعة الاخوان المسلمين المحظورة ، دعوة الى العلمانيين لإنهاء حالة " الاحتراب والاغتراب " مع '' الإسلاميين '' من اجل حوار وطني شامل.
دعوة مباركة جزاه الله خيراً.
لكن بعد مطالعة دعوته السمحة ، وجدنا السيد بني ارشيد ، يكيل التهم جزافاً للعلمانيين بتعميم مبطن، ويغمز من قناتهم ، فهو يبدأ دعوته للمصالحة مع العلمانيين -التي ظهرت بأنها غير سمحة - ومن السطر الاول بالقول " لمصلحة من افتعال الصدام مع الدين والإيمان بالله والمقدسات " ثم ينبري للدفاع عن الدين ومركزيته في الحياة ، موحياً ان الخلاف مع العلمانيين يقوم على أساس موقفهم من الدين والتدين . وهذا طبعاً تزوير فاضح واتهام باطل .
بعد التساؤل الاتهامي للعلمانيين واتهامهم بالعداء للدين، يعدل السيد بني ارشيد الطربوش ويصب نقده على " غلاة العلمانيين " بالاسم .
حسناً شريكي في الوطن ، أودّ كعلماني وافتخر ، ان أشاركك النقد والتحفظ على من يدعي العلمانية ويفتعل الصدام مع الدين والإيمان بالله والمقدسات وهم حقاً من " الغلاة " . وهذا ليس تدليساً أو مناورة . لأن العلمانية في جوهرها "ومقاصدها"، تقوم على الحياد الإيجابي من الدين وتحترم عقائد كل البشر وتحمي حقهم بالإيمان وأكثر من ذلك فهي تحمي الدين من السياسيين المتطفلين عليه ويستخدمونه كأداة سياسية للوصول الى السلطة ، حماية للدين والمقدس من تلاوين السياسة وفجورها .
ثم ، وهذا هو الأهم أين هم هؤلاء " الغلاة " في ساحتنا السياسية والحزبية الاردنية ؟ . اتحداك يا ابن جلدتي ان تسمي لي سياسيا علمانيا واحدا أو حزبا علمانيا واحدا" يفتعل الصدام مع الدين والإيمان بالله والمقدسات " . اما اذا كنت تعني ان نقد جماعة الاخوان المسلمين وسلوكهم السياسي والوطني والتنظيمي والقانوني بانة خصومة مع الاسلام ، فهذه بضاعة فاسدة سياسياً ، ولَم يعد هناك من يقبلها سوى اهل الكهف من سياسيي " الفرقة الناجية " .
وعليه ، تمد يدك للمصالحة مع من ؟. !!!
انها دعوة ملتبسة ، يعوزها الوضوح ، والتخلي عن الاستعلاء الفكري ، والتواضع في محراب الوطن ، فالدين لله والوطن لجميع مواطنيه بمساواة كاملة غير منقوصة في الحقوق والواجبات رجالاً ونساء .
يتابع السيد بني ارشيد دعوته للمصالحة ويقول " اذا كان المطلوب من الإسلاميين ( الاخوان ) ان يحددوا موقفهم تجاه منظومة المعاني الديمقراطية ( لاحظ كلمة المعاني وكأن الديمقراطية مقاصد ومعاني وليست قيماً بحد ذاتها ) وقد فعلوا ، فإن المطلوب من العلمانيين ان يراجعوا مواقفهم ويعلنوا إنهاء حالة الصراع والقطيعة مع الحركات الاسلامية المعتدلة أيضاً. ويشرح السيد بني ارشيد فهمه للديمقراطية باعتبارها " تداول السلطة والتعددية وتمكين الأمة (!!) والانتخابات وحرية الرأي والتعبير " ويختم ويقول : هذه مقاصد الشريعة الاسلامية .
اولا هذا مفهوم ناقص للديمقراطية ، هذا ركن واحد من أركان الديمقراطية وهو ركن الديمقراطية السياسية وهو الركن الوحيد المحبب للإسلام السياسي لأنه يمهد للوصول الى السلطة وبعدين الله بفرجها . ماذا عن أركان الديمقراطية الاخرى !!! وتحديدا قائمة حقوق الانسان الفرد ومنها حقوق النساء. هل تقبل جماعة السيد بني ارشيد مثلاً لمرأة مسلمة سافرة الرأس ان تدرس في مدارسها، مظنيش !!
ما علينا ..
لا اريد من اخوان الاردن ان يصبحوا حزباً علمانيا ، اريدهم ان يقبلوا النظام العلماني والديمقراطية العلمانية تماما مثل حزب الغنوشي وحزب اردوغان حبيب القلب.
كي تكون دعوتك يا اخي واقعية ويمكن اخذها على محمل الجد ، لتكن البداية : اولا اعلان الفصل الكامل والقطعي بين ما هو دعوي وما هو سياسي ، فالديمقراطية لا تسمح بخلط المقدس الديني مع احابيل السياسة. وثانيا لا بد من العمل تحت مظلة القانون والتخلي عن لعبة الحزب الواجهة ، فللحزب واجهة واحدة هي الوطن. وكبادرة حسن نية يتوجب عليكم ادانة الارهاب ادانة واضحة وتجريم داعش واعتبارهم خوارج عن الملة ، وأخيرا وقف شيطنة العلمانيين وتكفيرهم والتحريض عليهم ( جريدة السبيل وحادثة الشهيد ناهض حتر مثالا ).
وأخيراً لا بد من الإشادة بمحاولات الاستاذ زكي بني ارشيد لتجديد الخطاب السياسي للجماعة ، ولكنه تجديد خجول من وجهة نظري ومع ذلك يبدو كمن يغرد خارج سرب الاخوان ( سؤال مناكف : هل همام سعيد لا يكفر العلمانيين ).
نفرح نحن العلمانيون عندما يأخذ اَي فصيل سياسي خطوة مهما كانت صغيرة ، نحو الخطاب المدني ، لأننا نطمح بأن تنقى الساحة السياسية والحزبية من التعصب الأيديولوجي مهما كان مصدره ومسماه. والدين عندما يوظف سياسيا يصبح ايدولوجيا .





  • 1 خلدون 01-10-2017 | 04:27 PM

    ابدعت استاذ حدادين، لقد قلت ما في خاطري.
    الاخوان غير متصالحين مع انفسهم ليتصالحوا مع الغير.
    انا علماني منذ هذه اللحظة قلبا و قالبا انادي بالعلمانية المدنية للدولة.

  • 2 تيسير خرما 02-10-2017 | 08:21 AM

    العلمانية مدرستان لا يجوز الخلط بينهما إحداهما متحجرة كعلمانية أتاتورك تركيا وبعض دول أوروبا ولا يقبل فكرها أن يشاركها بالوطن فريق يؤمن بدين سماوي بينما المدرسة العلمانية الثانية منفتحة كعلمانية أمريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا لا تعادي الدين السماوي وبالتالي يعتبر كل من الفريقين المتدين وغير المتدين نفسه فيها علمانياً منفتحاً ولا يحجر على الآخر فكره حتى لو وصل للحكم. وبالأردن تجد علمانيين من الفئتين فمن ينتمي لمدرسة علمانية متحجرة لا يقبل أن يكون بالوطن فريق يؤمن بدين سماوي وأن يصل لكراسي ...

  • 3 محمد 31-03-2018 | 01:32 PM

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ
    (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.
    الدين اساس الحياه ولا يمكن فصله عن الواقع والحياه , لكن الدين لا يجبر احدا على اتباعه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :