عمون -حاوره محمد العرسان - أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبالتعاون مع مجلس دير الزور العسكري، يوم السبت (9 أيلول/سبتمبر)، عن بدء معركة حملت اسم "عاصفة الجزيرة"، بهدف السيطرة على ريف دير الزور الشمالي وما تبقى من أراضي الجزيرة السورية وشرق نهر الفرات الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، حيث حققت تلك القوات منذ إطلاق المعركة تقدمًا متسارعًا على حساب تنظيم داعش وسيطرت على عدة نقاط استراتيجية

ولمتابعة أهمية تلك المعركة وتطوراتها على مختلف الأصعدة، حاورت "عمون" مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية "مصطفى بالي"، وفيما يلي نص الحوار:

-بداية حدثنا عن أهداف معركة عاصفة الجزيرة القريبة والبعيدة التي أعلنتها قوات سوريا الديمقراطية قبل عدة أيام؟

حملة "عاصفة الجزيرة" هي احدى الحملات الاعتيادية التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية في إطار مكافحة الإرهاب بالتعاون والشراكة مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وأهدافها تحرير الضفة اليسرى لنهر الفرات وشمال مدينة دير الزور واستخلاص بقايا الجيوب التي مازالت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي داعش وطردهم بعيدًا.

-على أي المحاور تتركز المعارك وما هي نتائج تلك المعركة وما أهمية النقاط التي تمت السيطرة عليها؟

خلال تلك الحملة لدينا محورين الأول هو طريق العام الرابط بين الحسكة ودير الزور ونسنيه محور بلدة أبو فاس والمحور الثاني بلدة "أبو خشب" وبالنسبة لمحور بلدة "أبو فاس" تتقدم فيه قواتنا بشكل كبير جدا وتمكنا من السيطرة على المدينة الصناعية وقطع الطريق عام دير الزور الحسكة والسيطرة عليه.
أما بالنسبة لمحور أبو خشب هناك تقدم أيضا نحو "معمل السكر" وهو كبرى المعامل في المنطقة الشرقية وفي حال سيطرنا على معمل السكر تكون قواتنا جاهزة للهبوط الى سهل الفرات.

- أعلنتم أن عاصفة الجزيرة ستكون حدودها نهر الفرات أو المنطقة الشرقية من دير الزور الا أن قوات النظام أعلنت عن تجاوزها نهر الفرات وبالمقابل أكدتم انكم لن تصطدموا مع قوات النظام إلا إذا اعتدت عليكم فماذا أنتم فاعلون؟

صحيح، نحن في هذه المرحلة نستهدف الضفة الشرقية وشمال مدينة دير الزور وليس لدينا نية بالاشتباك مع أحد سوى ملاحقة فلول تنظيم داعش الإرهابي، ولكن حتى الأن كل الأخبار التي تُتداول حول تجاوز النظام لنهر الفرات غير صحيحة ولاوجود له شمال دير الزور ونتمنى ألا يحدث ذلك وفي حال حدث فنحن مضطرون للدفاع عن أنفسنا.

-نائب قائد قوات التحالف الدولي اللواء "روبرت جونز" قال إنه لن يسمح لقوات النظام بعبور نهر الفرات، ماذا تتوقعون من أمريكا بعد خرق النظام للخطوط الحمراء؟

الجنرال "روبرت جونز" هو أحد أهم قيادات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ونحن شركاء مع تلك القوات في مكافحة الإرهاب وهم كقوات تحالف معنيون بالتحالف معنا لملاحقة التنظيم الإرهابي وتهيئة الأرضية المناسبة للعمل على مكافحة الإرهاب، وبالتالي نعتقد أنه من واجبهم توجيه رسائل تحذير لقوات النظام فيما لو فكرت بتجاوز نهر الفرات في المرحلة الحالية، ولا نعلم إن كان هناك اتفاق روسي امريكي حول دير الزور، ونحن لا نتوقع شيئا من حلفائنا سوى أن نمضي معا لمكافحة الإرهاب

-ما هو السيناريو المتوقع بعد تقدمكم وطرد داعش من الخطوط المرسومة لمعركة عاصفة الجزيرة؟
نحن في هذه المرحلة نتحدث عن طرد داعش من منطقة الجزيرة، ونترك ما بعد هذه المرحلة للمستجدات والتطورات المتسارعة في تلك المنطقة، وطبعا منطقة دير الزور الأن هي منطقة تشابك معقد بين مختلف القوى الفاعلة على الأرض فقواتنا الأن على مشارف دير الزور، وكذلك قوات النظام وما تحمله أجندات سواء إيرانية أو حتى مصالح روسية

ولكن نحن جزء من تحالف دولي هدفه محاربة الإرهاب لذلك كل السيناريوهات مفتوحة هناك وفيما إذا حصلت نقاط تماس بيننا وبين النظام نؤكد أننا لسنا معنيون بما يخوض النظام من معارك ولا نرغب في الاشتباك معهم أو القتال ضدهم في هذه المرحلة، ولكن في نفس الوقت لا نقبل الاستفزازات التي قد تصدر من جانب قوات النظام.

-من هي الفصائل التي تقاتل إلى جانبكم وما طبيعتها وما صحة الأنباء التي تتحدث أنكم عملتم على استبعاد قوات النخبة من تلك المعركة؟

نحن "قوات سوريا الديمقراطية" بمعنى أن كل المقاتلين المشاركين وكل الفصائل المشاركة في هذه الحملة هي قوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وليست فصائل مختلفة أو فصائل أخرى تشارك إلى جانبنا.
وقوات سوريا هي التي تخوض تلك المعركة ومجلس دير الزور العسكري الذي هو جزء من قوات سوريا يشرف على تلك المعركة. ونحن لم نستبعد "قوات النخبة" ولكن حصلت مشاكل داخلية داخل قوات النخبة وانفصل عنها مجموعة كبيرة من المقاتلين فارتأينا أنه من الأفضل أن ينضم هؤلاء المقاتلون لقوات سوريا الديمقراطية وأن تكون متمثلة بمجلس دير الزور العسكري وهذا ما حدث، أما غير ذلك فنحن لم نستبعد قوات النخبة وأبوابنا مفتوحة أمام أي قوى تريد المشاركة في مكافحة الإرهاب.

-يدور حديث بأن هناك خلافات داخل صفوف مجلس دير الزور العسكري، وأن انشقاق وقع كتيبتين عن المجلس

هذا الكلام غير صحيح وعار عن الصحة والمحوران يعملان بشكل جيد والقوات المقاتلة على الأرض تنفذ المهام الموكلة إليها على الأرض وتقدم جيد جدا على محور أبو خشب وكل ذلك هو مجرد اشاعات والغاية الأساسية منها التشويش على حملات قسد ولفت انظار الراي العام من الهدف الأساسي لتلك واختلاق اخبار كاذبة للتشويش على تلك الحملات.
-ما هو تعليقكم على التحذيرات التي يطلقها المجلس المحلي الحر لمحافظة دير الزور من سيطرة النظام وسوريا الديمقراطية على المدينة وعدم تسليمها لإدارة مدنيّة؟

حقيقة لم أسمع بهذا المجلس المحلي الحر ولا اعرف أين يمارس حريته وأين مكان هذا المجلس وكل ما أعرفه أن قواتنا تنفذ المهام الموكلة اليها وستحرر مدينة دير الزور كما حررت قبلها الكثير من المناطق وستسلمها لإدارة مدنية من فعاليات ووجهاء وعشائر وشرائح اجتماعية من مكونات مدينة دير الزور وتعيش في دير الزور او تعيش في سورية على الاقل وهذه الإدارة المدنية في الأيام القليلة ستعلن عن نفسها وستكون مخولة بإدارة دير الزور.
- أعلنتم عن بدء المساعي لتشكيل مجلس مدني يتولى إدارة شؤون المدينة بعد طرد تنظيم داعش منها حدثنا أكثر عن هذا المجلس وهل من الممكن أن يعمل هذا المجلس على التنسيق مع قوات النظام الموجودة في أجزاء من المدينة والريف الغربي؟ بالفعل، تم ذلك بمبادرة من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية تداعت هذه الفعاليات إلى اجتماع موسع لمناقشة أوضاع دير الزور بعد التحرير وانبثق عن هذا الاجتماع تكوين لجنة تحضيرية من تسعة أشخاص مهمتها بدراسة تقرير سياسي ومناقشة إمكانية عقد اجتماع موسع للإعلان عن تشكيل مجلس مدني لدير الزور أسوةً بالمجلس المدني للرقة وأعتقد أنه في الأيام القليلة القادمة سيعقد مؤتمر تأسيسي يتم فيه الإعلان عن المجلس المدني لمدينة دير الزور.

-كيف ستنعكس تطورات تلك المعركة على مجريات الأحداث السياسية إن كان في أستانة أو جنيف وهل تتوقعون أن تتم دعوتكم لتلك المفاوضات؟ للأسف حتى الأن القوى الدولية والجهات المعنية بالشأن السوري، تحاول أن تتجاهل الحقائق على الأرض وتدعو لاجتماعات لا هدف لها سوى الاجتماعات، بمعنى أن اجتماعات "أستانة أو جنيف" في المراحل السابقة لم تكن سوى عبارة عن حفلات تعارف لا أكثر ولا أقل، كون القوى الأساسية على الأرض مهمشة وغير مدعوة، ونحن نتمنى أن تتم دعوتنا لأستأنه وجنيف ونتمنى أن نكون شركاء بوضع حل للازمة السورية وإيقاف شلال الدم السوري ولكن هذا الأمر يعود للجهات الراعية لتلك الاجتماعات. لكن عدم دعوتنا لتلك المفاوضات لا يعني بالضرورة أنه تهميشنا بقدر ما يعني أن تلك الاجتماعات ستكون فاشلة بكل المقاييس، وبالتالي نحن نحترم كل وجهات النظر ونحترم كل القوى بغض النظر عن حجمها وإمكاناتها، ولكن يجب أن ينبثق الحل من داخل الأرض السورية ووفق المعطيات الموجودة على الأرض.