التنمية الاقتصادية ومحاربة التطرّف
م. موسى عوني الساكت
01-10-2017 10:36 AM
لازمتان مترابطتان تسند إحداها الاخرى: تنمية اقتصادية حقيقية، ومحاربة التطرّف وإن وقع خلل في واحدة اهتزت الاخرى. لكن كيف ذلك؟
صحيح أن خيط التطرف كخيوط العنكبوت، واهنة وضعيفة، لكن هذه الخيوط ستأخذ بالتعمق والتمدد، وتزداد قوة عندما نوفر لها بيئة خصبة لتنمو. ولا بيئة حاضنة أكثر "ازدهارا" من بيئة الفقر والحاجة لتأخذ الأفكار المتطرفة في المجتمع حيزا في عقول شبابه.
العلاقة طردية. ضع في الصندوق فقرا، وأغلقه، ثم انظر بعد حين، سترى كيف غطت خيوط التطرف المكان، وانتشرت وشاعت.
ومن يظن ان التطرف إذ يظهر سيظهر فقط في القضايا الدينية، سيكون واهما. هنا سينبت التطرف في شُعب لا حصر لها؛ دينية كانت ام اقتصادية ام اجتماعية.
اقتصاديا، الرشوة تطرّف اقتصادي، وسرقة المال العام تطرّف اقتصادي، واستغلال الوظيفة العامة هو أيضا تطرف اقتصادي. إن كل خروج عن القانون في أي من الملفات الاقتصادية هو تطرف اقتصادي.
إذا اردت الاختبار سترى العجب. انشر الفقر والبطالة في مجتمع وعمم غياب العدالة الاجتماعية، وستجد التطرف حتى في قيادة السيارة، ولدى الباعة في تجارتهم، بل حتى في علاقات الناس في العمل والاسر. ستجده في الاقتصاد وستجده في كل ركن من اركان المجتمع.
أما ما يدعوني الى القلق، هو التركيز على التطرف في الافكار الدينية دون غيرها. وحتى لا أُفهم خطأ. أؤكد على أهمية التركيز على التطرف الديني، لكن دون إغفال اشكال لا حصر لها من التطرف المجتمعي والاقتصادي.
ومجددًا كيف ننتصر على كل هذه الاشكال من التطرف في المجتمعات؟
الإجابة بالتعليم وبالعدالة الاجتماعية وبتنمية اقتصادية حقيقية نافعة ينفعل فيها أفراد المجتمع بالأعمال والأشغال حتى يصبح لديهم ما يخسرونه، فيخاف الأفراد ويلتحم المجتمع في وحدة محصنة من التطرف.