في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال ناهض حتر
م. أشرف غسان مقطش
01-10-2017 10:06 AM
سأكتب شعرا يرثيني حين أموت، ويذكرني على مر العصور حين يواري التراب جثماني شهيدا في سبيل حريتي، أو مقتولا لأجل كلمتي، أو ميتا بعد صراع طويل مع مرض عضال؛ فلا صديق صادق كوزن الشعر، ولا وفاء وفية كقافية الشعر.
سأكتب شعرا يعزيكم بوفاتي، ويواسيكم بفقداني، ويترحم علي أبد الدهر، وتخطونه فيما بعد على قبري يوم مولدي، بأحرف من سخرية بزمانكم، بمكانكم.
سأكتب شعرا يدق أجراس الحزن إيذانا برحيلي، في كنيسة أسستها على صخرة من التمرد على دين زيفوه، وعقيدة زوروها، وكتاب حرفوه.
سأكتب شعرا يلف جثماني بكفن أسود مصنوع من قماش خاطته أنامل أمي، ويضعني في تابوت مصنوع من بلوط مدينتي، ويضع إكليلا من زهور حديقتي على قبري كل عام، في ذكرى ميلاد حريتي، ويخاطبني من فوق التراب، عن المدفونين في أعماقه وهم أحياء، عن الغائيين عن الوعي وهم حاضرون، عن التائهين في غياهب الدياجير وهم موجودون.
سأكتب شعرا يوصيكم طوال العمر بحريتي، وبحريتهم، وبحريتكم.