بني ارشيد يدعو لانهاء "الاحتراب والاغتراب" بين الاسلاميين والعلمانيين
01-10-2017 12:48 AM
عمون - طالب القيادي الاسلامي زكي بني ارشيد بإنهاء حالة الاحتراب والاغتراب بين الاسلاميين والعلمانيين، موجها نداء إلى العقلاء والحكماء ليتحملوا مسؤوليتهم التاريخية ويقولوا كلمة في إنهاء الحالة.
ودعا بني ارشيد في مقاله الى الحوار الوطني الشامل.
وتاليا ما كتبه بني ارشيد:
نحو حوار وطني شامل
لمصلحة من افتعال الصدام مع الدين والإيمان بالله والمقدسات التي تشكل هُويّة الشعب ومكنوناته الوجدانية؟.
الإسلام مكون رئيس في الثقافة والسلوك والاتجاهات السياسية والإنسانية، وطبيعة الإسلام تتميز في نظرته للكون والحياة وحرية الرأي والاعتقاد والتعبير.
ما يعني أنّ الصيغة الحضارية المطلوبة مستقبلاً هي النظام الديمقراطي في الحكم (تداول السلطة، التعددية، حق المعارضة، تمكين الأمة والانتخابات الحرة الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير ....) ، لأن هذه الصيغة تعبر عن مقاصد الشريعة الإسلامية.
اذا كان المطلوب من الإسلاميين ان يحددوا موقفهم تجاه منظومة المعاني الديمقراطية وقد فعلوا، فإن المطلوب من العلمانيين ان يراجعوا مواقفهم ويعلنوا إنهاء حالة الصراع والقطيعة مع الحركات الإسلامية المعتدلة أيضا.
ليس لدى الطرفين من سبيل غير الحوار الجاد الشامل لبناء الحالة الوطنية بدلاً من التراشق والتصارع، وعندما ينتقل غُلاة العلمانيين والمتطرفين لاستهداف الدين نفسه ويستهزئون بالمعاني الإيمانية والرموز المقدسة (القرآن والرسل والمناهج والحجاب واللحية والاذان والمآذن والمساجد والكنائس.....) ويُسفّهون اركان الإيمان التي صاغت سلوك الناس وقامت عليها حياتهم، عندما يسلك هؤلاء المتطرفون هذا المنهج فإنهم يُشكّلون حالة داعشية علمانية متطرفة مقابل الحالة الداعشية الأخرى.
إن المس بالمقدسات أياً كان مصدره من شأنه أن يفخخ المجتمع ويحيله إلى حقل ألغام قابلة للانفجار باي لحظة وبشكل مفاجئ.
إن اشتعال الصراع بين دواعش العلمانيين مع دواعش التطرف الديني إنما يقود إلى صراع مجتمعي عنيف يفضي إلى إنهاك المجتمعات وفساد الحياة ويؤدي إلى وقوع الشعوب والدول أسرى في قبضة المتطرفين.
اختراع الصدام مع الدين خدمة متميزة يقدمها غلاة العلمانيين للعدو الصهيوني المتربص بنا، وانظروا ان شئتم مكانة المتدينين عندهم.
نداء إلى العقلاء والحكماء ليتحملوا مسؤوليتهم التاريخية ويقولوا كلمة في إنهاء حالة الاحتراب والاغتراب فهل هم فاعلون ؟