أنانية الأزواج وضياع الأبناء
تقوى العلي
30-09-2017 06:32 PM
تعد الحياة الزوجية رباطًا مقدّسًا سمّاه ديننا الحنيف (ميثاقًا غليظًا) هذا الرباط يلقي بمسؤوليات على الزوجين فهما قائدا سفينة الحياة الزوجية نحو عائلتهما وأبنائهما وهذه امانة سيسألان عنها يوم الدين .
لكن بعض الأزواج يظنون أنّ دورهم في الحياة يتوقف عند تلبية الاحتياجات المّادية لأبنائهم من غذاء وملبس ومسكن إلى غيره من المتطلبات المّادية التي لا تبني وحدها بيتًا ولا تقيم أسرة سوية تكّون نواة لمجتمع صالح متماسك .
ما أصعب الخلافات الزوجية وخاصّة بوجود أبنائهم فهم بلا منازع ضحايا الخلافات والنتيجة ضياعهم المستمر، وعندما تتمرد الأنانية وتحتل المركز الاول في البيت وفي العادة ننعت الرجل بالأنانية ممكن ووارد وأيضًا المرأة انانية عندما تقارن تقصير زوجها لأسرته ولها من حقها لكن ماذا عن الأطفال الذين كبروا على مشاكل هم بالغنى عنها ؟ وانفصال كل منهما عن بعض والأطفال بينهما استعمرت الانانية مواقف كل من الزوجين والأبناء مع هبوب الريح للشارع لرفاق السوء وهم كالمغناطيس يجذب كل ما هو ممنوع لأنهم لم يتربوا كما يجب(بيئة صالحة) ،لا يعرفون معنى النصيحة وما هو مفهوم العائلة؟!
قررا الانفصال وكان قرارًا صارمًا وتحديًا بعيدًا كل البعد عن الرابط القوي بينهما وهو أبنائهما .
"سليم" انفصل عن الزوجة والعائلة بشكل نهائي ولم يعد يتحمّل أيّ نوع من المسؤوليات وتزوج من اخرى وأنجب منها ويعتني بزوجته الثانية وأبنائه منها ونسي أبناؤه من الاولى حتى أشكالهم لا يعرفها جيدًا!، ليست المشكلة هنا المشكلة الكبرى بعدما علمت زوجته الأولى بزواجه قررت نفس قراره تريد الزواج ، حرام ربت ابنائها لعمر معين وتركتهم بين ضياع عائلتها وعائلتها.
"ريم "من حقي أن أتزوج وأعيش حياتي كما يعيش هو الآن "ما دخلني يجي يوخدهم ويربيهم ليش أنا الي أتنازل واخدهم ماهو متل ما هم أولادي وكمان ولاده " ...أين الأبناء من أنانيكما ؟ لو لم تكوني أنانية أنتِ...فيكفي قاتل واحد !
الأبناء يعيشون حالة من الصراع بين أعمامهم وأخوالهم بلا أب ولا أم والجميع يتحكمون بهم ولا أب يسأل ولا أم تسأل !، للأمانة في الشهر يبعثون مبلغًا من المال ليشتروا حاجتهم وكأنهم يعتقدون بأن المال سيحل مشاكل وعقد وأمراض نفسّية عززوها في نفوس أبنائهم الضحايا، ما علاقة ابنائكم بما تفعلون ؟
الله شاهد على ما فعلتموه بأبنائكم وستحاسبون على كل موقف مسيء لأبنائكم وحرمانهم حنان الأبوة والامومة والعائلة ،ونظرة المجتمع لضحاياكم وأنتم على قيد الحياة ونظرة الشفقة التي تقتلهم مرة تلو الاخرى ،والنظرة السوداوية التي زرعتموها في قلوب أبنائكم ،وستدفعون ثمن جريمتكم بحق أبنائكم.
نتعجب من قصص الحياة البائسة المستمرة هناك من يتمنى طفلا من صلبه ليربيه ويناديه باسمه، وسمعت امنيه فريدة من نوعها اتمنى بطفل حتى لو كان معاقا بس ربنا يطعمنا ،وهناك من يرمي أبناءه من صلبه لفك الحياة وهو ينعم بحياته كما يشاء .
الآباء يضرسون والأبناء يأكلون الحصرم!
Taqwa.alali88@gmail.com