«ببالي» فيروز في مرمى الانتقاد
30-09-2017 01:48 PM
عمون- بعد سبع سنوات عجاف، غابت فيها فيروز عن المشهد الموسيقي العربي، عادت أخيراً إلى الواجهة بألبومها الجديد، الذي مر إطلاقه بهدوء، لا يشبه أغنيات «جارة القمر» الصباحية، لتأت الردود عليه متباينة، بين مصفق له، وبين آخر رأى أنه «باهت وأقل من التوقعات»، لتزيد زوبعة المشكلات التي غطت طريق الألبوم من التأثير عليه، واضعة إياه في مرمى الانتقاد، حيث كان لابنة فيروز ريما الرحباني، نصيب الأسد منها، حيث اعتبر البعض أنها فرضت رؤيتها على «صاحبة الصوت الملائكي» باختياراتها الموسيقية، التي جاء بعضها «معرباً» على يد ريما الرحباني.
الألبوم الجديد ضم 10 أغنيات، مع بداية الصيف طرح منها 3 فقط في إطار الترويج لألبوم «ببالي»، الذي حمل أغنيات أوروبية الأصل شاعت في ستينيات القرن الماضي، لا تشبه فيروز أبداً، بعد أن قامت ريما الرحباني بترجمتها إلى العربية، لعل أبرزها «قبلني كثيراً» (بيسامي موتشو) التي كانت أول من غنتها كونسويلو فيلازكيز، و«تخيل» التي غناها جون لينون، لتبدو هذه الأغنيات بمثابة «حطب» زاد من نيران الانتقاد للألبوم، حيث أثارت اعتراض محبي «جارة القمر» الذين قالوا إنه لا يجوز أن تغيب سبع سنوات وتعود بأغنيات ليست لها.
مغامرة
في زوبعة الانتقاد، أطلت أصوات مؤيدة للألبوم، معتبرين أن ما قامت به فيروز الواقفة على عتبة الثمانين من العمر، بمثابة مغامرة تحسب لها، ومن بين هؤلاء كان الإعلامي عبده وازن، المحرر الثقافي في جريدة الحياة، الذي رأى في «عودة فيروز بمجموعة الأغاني المقتبسة مغامرة»، وذلك وفقاً لما أدلى به من تعليقات على الألبوم خلال حوار أجراه معه تلفزيون المستقبل اللبناني، حيث برر وازن ذلك بـ «غياب الملحنين الكبار عن الساحة» في الوقت الحالي.
ما تضمنه الألبوم من أغنيات مقتبسة من التراث الموسيقي الغربي، لا تعد الأولى من نوعها في أرشيف فيروز، فقد سبق لها أن أقدمت على هذه الخطوات مرات عدة، خلال المرحلة التي عملت فيها مع الأخوين الرحباني، اللذين أبدعا في تلحين «حبيتك بالصيف» المأخوذة أصلاً عن الأغنية الفرنسية «مذنب»، وأيضاً أغنية «كانوا يا حبيبي» المركبة على موسيقى الروسي ليف كنيبر، وغيرها.
شباك
تلك الاختيارات لم تكن لتعجب الصحافي اللبناني جان مخول، الذي فتح عبر حسابه على موقع تويتر، النار على الألبوم، واصفاً إياه بـ «سقطة فنية لا تليق بتاريخ فيروز»، خاصة بعد غياب طويل عن الساحة الغنائية، صاباً في الوقت ذاته جام غضبه على ريما الرحباني، التي انتقد عبر حسابه على الفيسبوك اختياراتها والكلمات التي كتبتها، قائلاً: «اختارت خليفة سلالة الرحابنة المدعوة ريما أن تختم مسيرة والدتها بتحفة فنية برعاية غوغل للترجمة»، معتبراً أن «ريما أوقعت السيدة فيروز في شباكها»، وأن «كلمات الأغاني ركيكة جداً، ولا تليق بتاريخ الفنانة الكبيرة».
رأي جان مخول، تبنته الفنانة إليسا بعد قيامها بإعادة نشر تغريدته على تويتر، لتظهر من خلال ذلك تأييدها لرأيه، وانتقادها بشكل غير مباشر للعمل الفني الجديد، ليجعل ذلك من إليسا «مادة خصبة للانتقاد»، ما جعلها تغرد بعد ذلك بالقول إن إعادة نشرها لأي منشور لا يعني أنها تؤيده أو بمثابة موافقتها التامة على ما ورد فيه، ولكن فقط أرادت إعادة نشر أمر مثير للاهتمام.
سجال
ومع إطلاق الألبوم الذي تربع على عرش مبيعات «أي تونز» الإلكترونية، تحولت ساحات تويتر إلى سجال بين عشاق فيروز ومعارضي ما قامت به ابنتها ريما الذين اعتبروا أن صناع الألبوم لم ينجحوا حتى في الاقتباس على نحو «يليق بتاريخ فيروز»، مطلقين العنان لسياط نقدهم الذي انهال على ريما.
صمت زياد
رغم مرور أيام عدة على إطلالة الألبوم، إلا أن زياد الرحباني فضل التزام الصمت، حيث لم يصدر عنه حتى الآن أي تعليق، ليثير ذلك تساءل البعض عنه، الناقد عبده وازن تمنى في تصريحاته لو كان زياد شريكاً في الألبوم الجديد، ولو أنه وضع لمساته الموسيقية المميزة عليه. (البيان الامارتية)