اطلقي جناحيك للريح
أيتها الروح
غضي الطرف عن جسد ممسوخ
امطريه بنبال عيونك الساحرة
لتومض كخيوط الشمس في الأفق
تحملك مراكب الغيم
إلى منازل بعيدة
حيث لا غدٌ فيها
لا أمسَ يزجيها
سقوفها من بروق
إن حللت بها
تناثرت مثل كواكب الفلك
هذه الأرض صحراء
لا تخنع لزيفها
يحركها شادن فوق بساط من الرمل
ينبت صبارها من عطشٍ
يبحث في السراب عن عيون لماء الدهشة
وجوه كالحة
تحمل في قسماتها انهارا من الظمأ
يجرفها الموت
تعالي معي إلى أرض
لا أنين يهذي بأسرارها
ولا شياطين تذكي براكين الحروب فيها
أرض ، عروشها ممالك حبٍ
أطفالها يداعبون النجوم بشغف
نساؤها فراشات تتألقن كالنجوم
يحرسها رجال من ورد
مرتعشة فيَ الروح
وأنا أمشي في حقول الحلم
تشدني لرياحين البراري عطرها
وللسحر أرض تفوح
ابتساماتي من نوع آخر
فرح يلوح في شرفات الروح
صيفها ممطر
وشتائها شمس تطوف
انها حياتي
كلما اقتربت من الموت
أسمع صوتاً يقول
توشحي بالريح
تحملك إلى عرش
من النور
توشحي بمرايا الأثير
في أفق السديم
فما كنت من تراب
لتعودي إلى التراب
ففيك بذور من سناء
زرعها ملك الغياب