الأمير الشاب .. حكاية الخطاب
مرتضى عبد الرحمن الخصاونة
29-09-2017 07:27 PM
تَسُوسُني المفردات وأنا أكتب عن الأمير الشاب ولي العهد الذي نذر حياته بصورة تناهت نضرة وبهاء بصدقية واضحة، وهو يمسك جمر النجوم ويبعثر الجهات ليعيد تشكيلها بمنطق الواقع ويرتق بها نوافذ الألم، ليكتب الأمل فجرا يشرق من جديد، ويظل في بؤبؤ الأبد.
بعد أن تسلل الخوف إلى أوصال الشباب، في عالم يكتنفه ارتجاف البرد وسط النار، يقدم الأمير رسالته نيابة عنهم بجرأة ممزوجة بحكمة الكهول وجزالة التعبير ليبعث الأمل في زوايا اليأس ويسبق خطى الأوائل والأواخر.
ممثل جلالة الملك أذهل الجميع بحديثه وهم يتساءلون في أنفسهم كيف استطاع أن يختزل المستقبل بكل آفاقه وتطلعاته بنظرة شابة ثاقبة وشاملة، في الوقت الذي يقف كل حكام العالم حيارى وهم متلبسون بأردية الحدود وعساكر الانحسار.
لأن الإنسان هو محور الحياة والخليفة في الأرض وعلى عاتقه تقع عمارتها وفق المنهج الرباني المتوازن، والذي إن حيد عنه قيد أنملة أو أقل من ذلك سيختل التوازن ولن يجد الذين يبنون ويدافعون مكانا مع من يعتدون ويخربون، لذا علينا أن نسعى لإعادة بناء هذا التوازن من خلال بناء الإنسان بكل تفاصيله لنبني العالم من جديد ولكي نحقق هذا الحلم بواقعية علينا تفعيل دور الحكومات لنتمكن من إطلاق جهد دولي يحمل إنسانيتنا المشتركة إلى بر الأمان كما يقول الأمير.
كأردني مبدع يفرض الأمير هيبته على المُنصِتين له وهو يحدثهم عن أبناء وبنات جيله وتطلعاتهم في التمكين وبناء السلام، وكيف أنهم ينتظرون بفرح ما ستجلبه قادم الأيام إن اختار العالم الطريق الأول الذي أطره في الخطاب وهو أن تُروى الشجرة المثمرة العطشى وهذا ما يعكس الضمير.