facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الحب بعد منتصف العمر


سهير بشناق
29-09-2017 01:19 AM

تقف على اعتاب العمر امراة متعلمة امنت بان التعليم رسالة فكر وحياة، لم تكتف بالحصول على الشهادة والاحتفاظ بها بادراج مكتبها تعود لاستخدامها وقت الحاجة فقط لكنها ادركت بان التعليم مرادف اساسي للعمل ولاثبات الذات ولاكتشاف قدراتها في عالم رجولي يرى باولوياته ان تكون المراة في مكان واحد لا يختلف عن ازمان اخرى مضت خارج مساحة العمل والقدرة على ان تكون كما تريد وكما حلمت.

احلام النساء تختلف وان تشابهت في بعض منها فالزواج حلم من بعض احلامهن والحب حلم جميل يراود كل فتاة في بداية حياتها تحلم بالحبيب الذي ينقلها من عالم الى اخر محمل بالجمال والصدق لعلاقة عشق تشعرها بانوثتها وبكيانها ..تعيش وهي تحمل بداخلها هذا الحلم الذي يختلف عن الزواج ليتحقق مرات ومرات اخرى يبقى مجرد حلم لا تستطيع ان تحققه فتتنازل عنه لاجل الزواج فقط.

وهي لم تكن امراة باحثة عن الزواج لاجل الزواج فقط، لم تجد ذاتها في مؤسسة الزواج تشارك رجلاً حياته ان لم تتمكن من مشاركته لقلبه ومشاعره.

لا تهويها تجارب الاخرين بالزواج ولم تكن تبالي بقصص صديقاتها عن الزواج بل كانت متعاطفة معهن بنوعية الحياة التي يعشنها دون ان يكون هناك مشاعر حقيقية وصادقة يعشن لاجل الاخرين الازواج والاولاد دون ان يتمكن من الشعور بقيمة الحب الذي على اساسه يبنى الزواج.

لم تبحث عن الحب في اي يوم من ايام حياتها والبحث يعني بمفهومها ان تتجمل لاجل الاخر.. ان تسير حياتها تبحث عن رجل تحبه عل الحياة تجمعها معه في وقت ما... لكن الحب كما تراه يبقى جميلا ان اتى دون موعد،..و دون ان نبحث عنه فالبحث عنه يفقده قيمته.. فهو ليس شيئا نسعى لامتلاكه بقدر ما هو الذي يطرق ابواب قلوبنا وحياتنا ويغيرنا ويجعلنا نعيش الحياة بشكل مختلف.

وامرأة مثلها عاشت لذاتها سنوات وسنوات لاحلامها بان تكون امراة ناجحة معتمدة على نفسها قادرة على تحقيق السعادة دون وجود رجل بحياتها.. لتمر السنوات دون ان نكتشف ما لم نعشه في مراحل ما من العمر.

كبرت من اعماقها خاضت تجارب عدة بالحياة دون ان تخوض تجربة الحب.

لكنها لم تتنازل عن ما تؤمن به بان الزواج ليس هدفا لها ان لم تحب... بالرغم من نظرات الشفقة التي كانت تراها بعيون الاخرين والاستغراب من كل مرة يسالونها انت لست متزوجة..؟

وكأنها مذنبة وعليها ان تدافع عن نفسها وكيانها باعطاء تبريرات للاخرين لعدم زواجها.. وهي نظرة تقليدية لم نتمكن الى الان من التخلص منها امام كل امراة جميلة ومتعلمة يبحثون عن زواجها ليمنحوها شهادة الوجود والاكتمال لانوثتها.

وياتي الحب احيانا ليفتح ابواب القلب... يأتي كومض ويرحل، يأتي ليمنحنا كل ما حلمنا به دون ان نتمكن من تحقيقه على ارض الواقع بعيدا عن احلامنا التي عشنا بها لسنوات.

يأتي ليذكرنا بانه مرتبط ايضا بمرحلة ما من العمر يكون بها اجمل نكون قادرين على الاستغراق به بكل تفاصيله غير مدركين لشيء اخر من حولنا يعيدنا الى واقعنا..

عندما طرق الحب ابواب قلبها كان حبا بحاجة للشجاعة،بحاجة لان يكون في زمان اخر ومكان اخر لم تكن هي بها كما هي الان

عندما احبت واكتشفت للمرة الاولى بحياتها كأنثى معنى ان تنتظر ساعات امام هاتفها لتسمع صوت من تحب وهي التي كانت لاترى بمثل هذه الامور اي معنى يستحق منها الانتظار

عندما احبت اكتشفت كيف يكون هناك معنى اخر للايام وللوقت بعيدا عن الاستغراق بالعمل والنجاح

عندما احبت بدات باكتشاف جزء هام من ذاتها لم تكتشفه من قبل .

كيف يمكن للمرأة ان تبحث عن كل ما يحبه الاخر وتفعله؟

كيف تتنازل عن جزء من اوقاتها الممتلئة بالمواعيد لتكون معه فتشعر بالوجود بشكل مختلف؟

كيف تصادق الايام من جديد بلهفة لا مثيل لها ليكون لها معنى العمر الذي لم تحفى بجزء من جماله من قبل؟

لكن الحب ان اتى في وقت غير وقته للمراة واصبح في فكر الرجل مختلفا فالرجل عندما يحب امراة في مقتبل العمر يراها زوجته التي يحلم ويسعى لان تكون

عندما يحب في البدايات يكون مختلفا يريدها امراة حياته لا ان تكون جزءاً من حياته.. يريد ان يكون دواء لقلبها لا سببا لتجريحها وايلامها..

وهكذا كانت؛ احبت رجلاً ليس لها في وقت وزمان لم يمنحها القدرة على الاستمرار بذاك الحب

فهي بالرغم من ادراكها بان الحب اتى لحياتها وغير كل شيء بها عاشت لحظات لم تعشها من قبل الا انه يبقى حبا ليس لها تريد ان تتنازل عنه ولن يعود من جديد..

وهو يريد ان يبقيها بايامه فحب امراة مثلها بعمرها لا يضعه امام خيارات معتقدا انها لا تبحث عن الزواج ولن تضعه امام خيارات جديدة بحياته.

يريدها له لكنه لا يريد ان يخسر من بحياته..

يريد ان تبقى امراة تعيد له اشياء كثيرة لم يعشها ليجمعهما الحب فقط.. الحب بلا قيود.. الحب الهارب من واقع حياة لم تعد تمنحه اللهفة ولا معاني كثيرة يبدو انها تتلاشى مع العمر...

ادركت هي ان الحب عندما ياتي متاخرا لا يعني للرجل الحياة والوجود.. هو يكون قد بدا حياته في وقت اخر ويبحث عن رونق ما يبث في روحه الحياة من جديد.

وهي تريد من ذاك الحب ان يعوضها عن كل شيء لم تعشه عن ايام مضت لم تكتشف بها جانباً من وجودها كأمراة.

لم يلتقيا... لم يكن ذاك الحب قادرا على منحها السعادة التي تريد باستمراره.. لا تساوم هي على وجودها وقيمتها كامراة ثانية بحياة رجل ولو احبها..

هي ليست محطة عابرة وان احبت... هي ليست امراة تعيش سعادتها وحبها امام خسارات لامراة اخرى

هكذا الحب ان وصل متاخرا... يجعلنا ننظر اليه من مكان اخر بحياتنا

هكذا الحب ان لم يكن بالبدايات يكون مؤلما موجعا لمشاعرنا.. يضعنا امام خيارات لا نريدها ان نكون بحياة الاخر دون ان نعيش طقوس الحب وجماله ولحظاته دون ان يكون لنا لنحيا بانتظار الالم .

هل عليها اليوم ان تتنازل عن كيانها ومبادئها لتستمر في الامساك بلحظات الحب التي اعادتها الى عالم اخر مختلفا عما عاشته من قبل؟

هل عليها ان تحيا بعالم الرجل الذي احبت محاولة اخفاء ما بينهما لتشقى هي ويسعد هو؟

جاء الحب متاخرا على حياتها لم تعد تمتلك القوة والارادة لتعيشه.. كما تريد امراة لا بديل عنها بحياة من تحب..

اليوم ادركت معنى ان يصل الحب بغير اوانه وبزمن ليس بزمانها

اليوم فقط ادركت معنى ان تحب امراة رجلاً ليس لها وان يحب الرجل امراة في منتصف عمرها وكأنه يراها امراة ضعيفة تتمسك بالحب وبه مقابل ان تتنازل عن كل ما امنت به لتحيا فقط كأي امراة عاشقة..

يبقى الحب للمرأة عمراً وحياة ومستقبلاً لا تراهن على اي شيء اخر.. ويبقى الحب للرجل فرصة جديدة ليكتشف ذاته من جديد ليعيد لايامه رونقها الضائع متجاهلا احلام المراة التي احب ورغبتها بان تكون له فقط وان يكون لها فقط... لاجل ذلك لا يلتقي قلب امراة بمنتصف عمرها مع قلب رجل يراها كسحابة سماء تمطر على ايامه حبا وترحل ليعود الى ربيع ايامه وحياته.. وتستمر.. وتعود لاحلامها مرة اخرى لتتمنى لو ان الحب لا يكون الا بالبدايات.. بدايات العمر وبدايات القدرة على الاستسلام له بسلام دون التفكير بشيء اخر بايامنا.

 

الراي





  • 1 أحسنت الخيار 29-09-2017 | 07:00 AM

    فالأبناء وجع راس هذه الأيام وابناءكم أعداء لكم والكثيرون نادمون على ما أنجبوا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :