راية الثورة العربية وحاجة استحضار الدلالات
محمد يونس العبادي
28-09-2017 11:21 PM
القيم .. هي الحاجة اليوم والدولة الأردنية بحاضنتها الأكبر ، الجيش العربي، أدركت أن الحاجة لتعميقها ومزجها بخطاب الدولة عميق خاصة وأن الدولة تشمل بمفهومها الشعب والأرض والقيادة والتاريخ والحاضر، والوجدان الأردني وجدان نقي، بل الأنقى في المنطقة، نظراً لسياق التاريخ الذي شكله.
فالأردن وليد شرعية أصيلة، وكان لها ، وما زال ، دور يعبر عن أصالته، ونزعته العروبية الاستقلالية.
والتقليد السنوي الذي دشنه الجيش العربي هو تعبير عن التقاط الرسالة ذلك أن للجيش الأردني في الوجدان المساحة الأكبر في تعزيز قيم الولاء للعرش والتأكيد عليها نظراً لدوره الأكبر في بناء الدولة الأردنية.
فجاء الاستحضار التاريخي في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ الأمة ليعرب عن ذاته، بما يملكه من عزة ومنعة فالرايات شعار الحرب عربياً ، فمما يروى في المرويات أن الخليفة يعقد لقائد جيشه لواءً يخرج من دار الخلافة في موكبٍ ضخم من أصحاب الرايات والموسيقى من الطبول والأبواق ، ولم يكن يميز موكب الخليفة أو العامل الا بكثرة الألوية أو قلتها، وقد استكثر بعض الخلفاء من الرايات ونافخي الأبواق "
كما أن دولة الأشراف حملت المكنون العربي الإسلامي النقي في مكة لقرونٍ رغم ما شاب تاريخ المنطقة من طارئين وأغراب.
وتأصلت مع انتزاع حكمها من قبل الشريف قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبدالكريم الذي يعود بنسبه الى علي بن أبي طالب، والشريف قتادة بن إدريس (أمير مكة) هو جد السادات الأشراف من أمراء مكة.
ومع دخول العثمانيين البلاد العربية تولى حفيده الشريف « محمد أبي نمي ابن بركات ،المولود بتاريخ الموافق 2 أيار 1506م ، دوراً في تأصيل الحضور العربي الشرعي.
و عندما أعلنت الثورة العربية الكبرى في الحجاز 10 حزيران 1916م بقيادة الشريف حسين بن علي – طيب الله ثراه – أُبقى على راية دولة الأشراف ذات اللون الأحمر العنابي، المسمى أيضاً بعلم الشريف أبي نمي.
واستمرت راية الأشراف علماً للنهضة العربية الكبرى لغاية 28 أيار 1917 م حينما نشرت جريدة القبلة نص الإرادة السنية الملوكية باعتماد راية الدولة.
والاستحضار على مسافة قرنٍ من الزمن هو دلالة تؤكد على أن الخطاب الأردني ما زال راسخاً لا يحيد أبداً، على علل ظروف المنطقة المحيطة بنا ، فالراية التي بين يدي جيشنا العربي رمز من رموز الاستقلال العربي أراده الشريف الحسين بن علي – طيب الله ثراه