أمنيتي أن أرى صديقي، قريبي، صاحبي !!، يوجه لي دعوة بحرارة !!!، لحضور مناسبة تهمه !!!، وهذا طبعاً، لأنني إنسان بسيط، موظف غلبان !!!، أدوخ ولا أقع !!، أحمد الله على قوت يومي وأسرتي، وعلى نعمائه عليَّ وأسرتي .
إذا جلست في المجلس!!، أتحدث بحديث لبق !!، وموزون !!!، ولكن لا أجد الاهتمام من الحضور !!!، لا أحد يسمع!!، أو يُؤيد !!!، غريب يا زمن !!!.
هذا طبعاً لأنني غلبان !!، فأسأل نفسي، يا ترى، كيف حالي سيكون لو كنت وزيراً ؟!
هل سيكون هذا الحال ؟!!، هل إذا تحدثت لا أجد الاستماع ؟!!، هل لن أجد مَن يسأل عني ويتركني بحالي وحيداً؟!!، هل صديقي سيغُض بصره عني وحالي كما هو الآن ؟!!، هل إذا حدثته سيُكَذِّبُني كما عهدته ؟!!!، هل سيبقى مُتجاهلاً لي كحاله معي الآن ؟!!!.
وقريبي، اللي لو غبت عنه سنة، لا يتصل حتى ويسأل عن حالي !!!، ولا أخي !!، يا زمن الكراسي !!!، يا زمن الشقلبة !!!، ولو صارت عنده مناسبة!!!، لا يُكلِّف نفسه بوصول بيتي !!!، وإذا فكَّر بدعوتي، تكون بواسطة مرسال !!! لإعلامي بذلك !!!، وممكن يكون ذو قرابة أو جار !!!.
وأنا على يقين تام، لو كنت وزيراً، لن يتجاهلني أحد!!!، لا من قريب ولا من بعيد!!!، ولو كان حديثي في الجلسة خطأ، سيكون التأييد والسمع المُرهَف !!!، وسأكون أول المدعوين !!!، وسأكون في صدر الجلسة !!، وأمشي على البساط الأحمر !!!.
وهذا سيكون أثناء عملي كوزير !!!. وسيخف هذا الحال، إذا تركت الوزارة !!!.
من هنا، لا شك، أن هذا المجد للكرسي وليس لي!!!، لذلك ، أرى أن تكون الدعوة للكرسي وليس لي!!!، متى يكون الوقت ممكناً للكرسي ؟!!!، يتم تحديد الموعد عندئذٍ!!!، وإلا تأجيل الدعوة !!!.
وهذا، يُلاحظ في حال المتقاعد!!!، ويُلاحظ الفرق !!.
لذلك ، أعود إلى مقولة الملك الراحل، المغفور له الحسين بن طلال ، طيب الله ثراه، " الإنسان أغلى ما نملك "، وإلى مقولة الملك القائد عبدالله بن الحسين " الأردن أولاً".
وسيبقى الوطن أعظم من الكراسي.