حين يؤكد قاضي القضاة الشيخ عبد الكريم الخصاونة أن دائرته تلحظ تزايدا في عدد حالات الطلاق في المملكة، فانه بذلك يطرق بابا طالما بقي موصدا، بداخله أسرة أردنية عفيفة تبيت على الطوى ولا ترضى بالطلاق، كونه صدمة تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية للمطلَّقَيْن، تتغير مكانتهم الاجتماعية من (متزوج أو متزوجة) إلى {مطلق أو مطلقة}، ولما يمثله من تقليل للمكانة الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة، حيث تتغير نظرة الناس إلى المطلقين ويفقدان الكثير من أصدقائهم ويعانيان من الوحدة ويتحملان تعليقات اللوم والفشل في الحياة الزوجية كذلك الشك والريبة في سلوكهم مما يجعلهم يعيشون على هامش الحياة الاجتماعية.. ..
تصريح قاضي القضاة مؤلم، وهو مؤشر خطير على أن الطلاق أصبح هو الحل النهائي للتخلص من المشاكل الزوجية المتزايدة، والتي فرضتها الحياة العصرية الحديثة وخروج المرأة الى ميادين العمل المختلفة واختلاطها الواضح بالرجال ناهيك عن اخطبوط الانترنت الذي حلّ في البيوت العفيفة فافقدها طهارتها وعفتها...
امرأة تحتفل بطلاقها من زوجها بطريقة مذهلة، وأحضرت قالب حلوى وكتبت عليه: "وأخيرا طلقت"،
امرأة أخرى ترفع دعوى طلاق كانت لدى المحكمة لتأخر زوجها عن دفع اشتراك الانترنت في المنزل ما منعها من استخدام الانترنت والواتس اب في المنزل لأيام.
وفي احدى اغرب حالات الطلاق في الاردن، طلق رجل زوجته الثلاثينية بعد قامت بعمل حظر (block) له من قائمة الاصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وأخرى طلبت الطلاق لان زوجها قام بتحطيم الأرجيلة خاصتها!
وبعد مناقشة طويلة بين الزوج الذي نزل من التكسي وزوجته التي رفضت النزول مؤكدة على اصرارها للذهاب إلى السوق الأخر، غير الذي يريده الزوج، اصيب الزوج بحالة هستيرية فأخذ بالصراخ والزعيق وكيل الشتائم عليها متهماً إياها بأنها تحاول دائما فرض رأيها عليه، ليكون رد الزوجة الاستفزازي نهاية ذلك الشجار أن قالت : لو بدي اسمع كلامك بتخرب الدنيا اركب التكسي وبلا فضايح يالله .. ' ليقوم الزوج وعلى الملأ برمي يمين الطلاق اكثر من مرة وبصوت عال ' والله ما بتنزلي .. طالق طالق طالق طالق . ويغادر المكان. (الطريف بالأمر أن سائق التاكسي تضامن مع الزوج وخرج من مركبته وقال للمرأة ' والله ما بوصلك ولا مكان خربتوا البلد اطلعي بره بطلت اشتغل ' .).
ما أسهل الطلاق هذه الأيام، وما أسرعه، انه يتماشى مع عالم السرعة والانترنت الذي نعيشه، ما بال الناس يقبلون على الزواج في بداية الأمر، ثم يرمونه من أول أزمة أو الشعور بعدم الرضا، ما بال بعض الأزواج يفكرون في مرحلة ما من حياتهم، يفكرون في إمكانية الطلاق ويجلسون اليه جلسة كما لو كانت جلسة زواج! ما بال الأزواج أصبحوا أقل ميلاً الى تقديم التنازلات ...
جزاك الله خيراً يا سماحة قاضي القضاة على اشارتك هذه، علّنا نعالج جرحنا قبل استفحاله، فالطلاق أصبح سهلاً لكنه من أصعب القرارات.