تعقيبا على الاحداث التي تعقب مباريات الوحدات والفيصلي
اللواء المتقاعد مروان العمد
27-09-2017 08:12 PM
البعض في تفسيره لمثل هذه الاحداث يميل الى تحميل الطرف الآخر مسؤولية سوء السلوك والتصرف والواقع وكما يقول المثل الشعبي كل بيت وله مصرف. اي كل طرف فيه من يتصف بسوء السلوك والتصرف وفيه من يخرج عن الخط السليم.
وقد استغل اعداؤنا نقاط الضعف لدى بعضنا للضرب على اوتارها فأحدثوا الفرق ووسعوا الخرق . وهذا لم يبدأ من اليوم بل من عشرات السنين حين تم اتهام الاردن الذي هب للدفاع عن فلسطين وقدم الشهداء في سبيل ذلك بأنه هو من باع فلسطين. وقد ترسخت مقولتهم هذه في الذاكرة وكتب التاريخ المزور واخذت تنتقل من الاجداد الى الاحفاد.
وكلما هدأت نيرانها زادوا اوارها اشتعالاً واضافوا لها الاسباب ومنها مباريات كرة القدم الى درجة ان اصبحت هذه المباريات تتطلب ان نحشد لها المئات والآلاف من رجال الامن . وبالرغم من ذلك لا يتحقق الامن بل يزيد الفتق اتساعاً .
في مباراة الجمعة الماضية اشتبك جمهور الفيصلي مع الدرك على اولوية الدخول قبل المباراة وفي الإسكندرية لم يكن الا جمهور الفيصلي وحدث ما حدث وعندما تكون المباراة مشتركة تسمع الهتافات والاناشيد العنصرية والعبارات البذيئة التي يندى لها الجبين . وفي المباريات غير المشتركة بين الطرفين يتم استحضار الفريق الآخر والشتم عليه .
وفي نهاية مباراة الجمعة الماضية صدرت تصرفات لا أخلاقية من اللاعبين تجاه بعضهم البعض وخاصة من لاعب وحداتي وفي الشارع اعتدى جمهور من مشجعي نادي الوحدات المنتشي بنصر فريقه على شاب يرتدي قميص النادي الفيصلي الازرق وتكالبوا عليه الى ان نزعوا عنه قميصه في مشهد يدل على مدى السطحية ان لم نقل العدائية التي تتم ممارستها في مباريات الفريقين والتي تتجلى من خلال تضمين نشيد كل نادي عبارات الهجوم على النادي الآخر بحيث اصبحنا سكاكين في يد من يريد زرع الفتنة والبغضاء بيننا .
صحيح انه في كل سلة فاكهة قد توجد بعض الحبات الفاسدة والتي ان لم نلق به بعيداً فسوف تفسد بقيه محتويات السلة بحيث تصبح كلها غير صالحة الا لحاويه القمامة .
ولهذا يجب ان نعمل على التخلص من كل بذور الفتنة والفرقة حتى لا تمتد سمومها لبقية المجتمع .
انها مشكلة كبيرة وتبدوا مستعصية ولكن يجب على العقلاء ان يحاولوا اطفاء نيرانها ونزع فتيلها ومحاسبة مثيريها وعزلهم ، فنحن اخوة في الحياة وفي المصير . ونحن شعب الانصار والمهاجرين مهما حصلت بيننا من خلافات ومهما القى بعض المغرضين في مياهنا من القاذورات.