الطائفة الأيزيدية واستفتاء استقلال كردستان
من تصوير الكاتب خلال زيارته لمعبد لالش شمال كردستان
27-09-2017 04:56 PM
عمون - زياد الشخانبة - يتسم الواقع الاجتماعي في اقليم كردستان بتعقيدات تعيق بناء دولة مستقلة؛ بسبب التنوُّع الديني والعرقي الهائل الذي ازداد بعد ضم الإقليم أراض جديدة في السنوات الأخيرة تضم أغلبية كردية ونسبة كبيرة من مسيحيي العراق، وشيعة وسُنّة تركمان وشبك وكاكائيين وأتباع الديانة الزرادشتية وعدد قليل من السكان من أتباع ديانة الصابئية المندائية، وأتباع الديانة البهائية.
لم يبادر عدد كبير من الأقليات وخصوصاً أبناء الطائفة الإيزيدية، المشاركة في التصويت بإستفتاء استقلال الإقليم، فهناك إحساس بالتوتر في صفوف هذه الأقلية التي عاشت أبشع أشكال الاضطهاد إبان سيطرة تنظيم داعش على بعض مناطقها.
غادرت مؤخراً 2000 أسرة إيزيدية من المخيمات لكي تتجنب إجبارها على التصويت رغم تصريح برزاني أن الاقليات في الاقليم لن يكون أفرادها مرتبة ثانية، إلا أن عددا كبيراً من الإيزيديين ينظرون بثقة نحو الاستقلال وأنه سيعود عليهم بالنفع، فهم يرون الوضع القائم أفضل من حصرهم تحت ولاية دولة كردية .
ففي سنجار وهي مدينة يزيدية، لم يشارك فيها بالتصويت سوى الأيزيديين الذين يعيشون في المناطق التي يديرها الحزب الديمقراطي الكردستاني والذين يعملون لصالحه. وتُعد مدينة سنجار مركزاً لنزاعٍ سياسي حزبي متعدد الأطراف بين القوات الكردية المتنوعة التي تتنافس مع بعضها البعض، بمن فيهم حزب العمال الكردستاني وبين الميليشيات التابعة للطائفة الأيزيدية.
والأقليات داخل الحدود "الرسمية" لإقليم كردستان العراق عاشت بسلام في مناطق الاقليم بسبب التراث الثقافي المشترك وأيضاً إتصاف المنطقة بتسامحها على مدى طويل تجاه الأقليات، إلا أنها تخشى من استقلال لأسباب إجتماعية وخوفاً من قمع الأكراد لهم مستقبلاً، وأيضا خوفا من ردود أفعال بعض الدول المعترضة على الاستقلال .
وهناك ممن هو غير معروف حركات إيزيدية تعارض سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني على بعض المناطق الإيزيدية وتحدث بعض الإشتباكات بينهما، حيث يخشى الكرد زيادة قوة هذه الحركات..
والأيزيدية مجموعة عرقية دينية تتمركز قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وألمانيا، وجورجيا وأرمينيا وينتمون عرقياً إلى أصلٍ كرديٍ ذي جذور هندوأوروبية، ويرى باحثوهم أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى بعض الباحثين الإسلاميين أنها ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام، فيما يرى آخرون أنها خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية أو امتداد للديانة الميثرائية، ومن أهم الشخصيات في الديانة الإيزيدية عدي بن مسافر، وطاووس ملك.
*الصورة لمعبد لالش شمال كردستان، وهو أهم معبد لدى الطائفة الإيزيدية، ويظهر فيها أحد القائمين على خدمة المعبد.