عمون- يعالج الفيلم الروائي الجزائري "حكايات قريتي"، ثاني عروض أفلام "ليالي السينما العربية/الهولندية"، للمخرج كريم طريدية المقيم في هولاندا جانبا من حياة عائلة تعيش في قرية بسباس بالشرق الجزائري، في زمن الثورة الجزائربة التحريرية، وتتمحور حكاياته حول الطفل "بشير" الذي تفاجأ بعدد من الحقائق تخص أسرته وقريته، جعلته يفهم الأمور ويصحح أفكاره السابقة، فالطفل "بشير" الذي يرتبط بصداقة مع جندي فرنسي كان يعطي والدته النقود لقاء غسل ملابسه، بجد نفسه وقد صار يعتبر صديقه الجندي الفرنسي عدوا له صار يرغب في ان يتخلص منه، وذلك عندما يكتشف أنه لأنه فرنسى يمكن أن يوصف بأنه خائن لو تعامل معه، كما انه اكتشف أن أباه الذي اعتقد أنه غادر ليجاهد في صفوف جيش التحرير ما هو إلا أب فاشل ترك زوجته وأبناءه لمصيرهم في زمن صعب، وأن مصيره يشبه مصير درويش القرية "تشيشة" الذي لا يستقر على موقف وهمه الوحيد أن يحصل على دجاجتين وديك لضمان مستقبله، كما يكتشف أن جدته التي كانت تعنفه هي امرأة قوية وحنونة في الوقت نفسه. وتتعدد أحداث القرية من خلال سيرة شخصية "بشير"، إذ تناول المخرج العديد من المواضيع أو القصص التي عرفتها المنطقة والتي كان الطفل "بشير" حلقة الوصل بينها.

فيلم”حكايات قريتي” ينتمي إلى سينما ”السيرة الذاتية”، وفيه يستعيد المخرج كريم طرايدية الكثير من ذكرياته الخاصة، التي يستمدها من طفولته في زمن الاستعمار الفرنسي للجزائر، ويروي تفاصيل عن أسرته، عن أمه ووالده وجدته العجوز، عن زملائه في المدرسة وكيف كانوا ينظرون إليه ويتعاملون معه كونه كان يختلف كثيرا عنهم، عن علاقة الصداقة التي نشأت بينه وبين ضابط شاب في الجيش الفرنسي كان يبدي شعورا إنسانيا نحوه بالحب والفهم والحنان الذي ربما كان يمثل له في البداية تعويضا نفسيا عن غياب الأب الذي اعتقد الابن انه ذهب إلى الجبال ليلتحق بصفوف جيهة التحرير الجزائرية. يؤكد المخرج في تصريحاته أنه يروى قصته الحقيقية مع أسرته، فهو «بشير» البطل، والأم هى أمه، وكذلك الجدة والخال والعم، لافتاً إلى أنه عن التحرر، والإحباط، والأحلام التى كانت تراوده حول الاستقلال حين كان عمره 13 عاماً. ويؤكد المخرج ان القصة تحكي عن قرية بسيطة ولكنها تمثل كل الجزائريين.

الفيلم من ضمن مجموعة أفلام أنتجتها وزارة الثقافة احتفالاً بعيد الاستقلال.