الفيلم الهولندي "ليلى إم" يفتتح " ليالي السينما العربية / الهولندية"
27-09-2017 01:07 PM
عمون- يتابع فيلم "ليلى إم"، لمخرجته الدنماركية ميكا دو يونغ، الذي تفتتح به مؤسسة شومان بالتعاون مع السفارة الهولندية ومهرجان نوتردام السينمائي عروض احتفالية "ليالي السينما العربية/ الهولندية، مصير فتاة مغربية الاصل تشعر بالغربة بسبب اصولها العربية والاسلامية، وبالرغم من تفوقها الدراسى وشخصيتها القوية وحبها لكرة القدم إلا أنها تقع، بالنتيجة، في براثن الفكر الديني المتطرف.
الفيلم الذي اختارته هولندا ليمثلها في مسابقة الاوسكار بعد ان شارك في مهرجانات عالمية منها تورنتو ولندن ولوس انجلوس ومهرجان دبي السينمائي، تدور أحداثه حول ليلي، التي تبلغ من العمر 18 عامًا، وتشعر بالغربة داخل المجتمع بسبب أصولها العربية والاسلامية، وذلك رغم تفوقها الدراسي. ومع ازدياد هذا الشعور الذي يوازيه على الجانب الآخر قرار بمنع ارتداء النقاب في هولندا، تبدأ ليلى في التقرب إلى الله والإصرار على التمسك بالزي الإسلامي.
ومع الوقت، تتعرف على شاب ينتمي إلى الجماعات الجهادية يؤثر على أفكارها، ويتزوجان ويسافران معا إلى الحدود السورية للانضمام إلى تنظيم جهادي.
ومع انخراطها في هذا المجتمع الجديد، تبدأ "ليلى" في رؤية الجانب المظلم من الحقيقة، وتتغير نظرتها في كل شيء حولها. وبعد معاناة، تنجح في العودة إلى هولندا، ولكنها تجد الشرطة في انتظارها.
هذا الفيلم يحمل في داخله الكثير من خلال تناوله اثر التنظيمات الارهابية على غرار داعش دون الاشارة اليها بشكل مباشر او ذكر اسمها، وبنفس الوقت يلفت النظر لطرق تجنيدهم واستخدام العنف وكيف يخاطبون الشباب وكيف تتعامل معهم السلطات بواقعية.
لا يقدم الفيلم حلا بل يحاول خلق حوار وتوضيح مفاهيم مغلوطة عن الاسلام خاصة لمن بعيشون في اوروبا.
الخط الدرامي يبتعد عن اسلوب المباشرة، فكان مدخل المخرجة يونغ هو طرق ايقاع مثل تلك التنظيمات بالشباب المسلم في اوروبا وتجنيده. تظهر ليلى لنا فتاة تعاني من اغتراب وغربة برغم اندماج عائلتها في المجتمع، فتتمرد على عائلتها في سعي للبحث عن الذات برغم تفقوها الدراسي، فما تعمد اليه ليلى هو تحدي كل قوانين المجتمع الهولندي الذي نشات به وتبني افكارا مغايرة وسلوكيات تنمر بحجة رفض قيم الاخر وثقافته ...
تلك قضية الفيلم الابرز، الشعور بالغربة خصوصا من قبل من هم من اصول عربية، وظاهرة الاسلام فوبيا، فنحن امام اسرة عربية مسلمة تعيش في امستردام، يجد ابناءها مشكلة في التعامل مع مجتمع يخاف منهم فقط لدينهم وطريقة لبسهم "الزي الاسلامي.
فيلم "ليلى ام" يتتبع التطورات في تلك الشخصية بدءا من عنادها منذ البداية وصولا لتقلباتها وتغير افكارها التي تبنتها وتبنيها قناعة مختلفة عن تلك التي كانت لديها في البداية وتغير احلامها وخططها، فبين ظنها في السابق ان الموت واجب من اجل اخوانها في تلك الجماعات كما قيل لها، تحولت رفض للموت وتمسك بالحياة عوضا عن كل هذا وتقديسها بما لا يتعارض مع العقيدة نفسها.
وان كان الوقت قد فات في النهاية حين تعود ليلى لهولندا، فهي ادركت ان الهوية لا تتمحور حول العقيدة وحسب ولا تتطور بمجرد شعارات بل تحتاج للفهم والحوار والمواقف كي تفهم معناها خاصة لمن هم مثلها من المهاجرين ..
يقام العرض الساعة السابعة مساء الثلاثاء 26/9/2017 في صالة سينما "الرينبو".