عمون- خلص تقرير الفقر المتعدد الابعاد في الدول العربية الذي اعدته جامعة الدول العربية بالتعاون مع الاسكوا واليونيسيف وجامعة اكسفورد ويعد الأول من نوعه عربيا وعالميا ، إلى جملة من النتائج من ابرزها ما يلي:  تأثير الفقر المتعدد الابعاد على أكل من اربعة من كل عشرة أسر وأطفال،  فمعدلات هذا الفقر تنخفض في كل من الأردن وتونس ومصر والجزائر مقابل وقوعها بدرجة متوسطة في  المغرب والعراق وارتفاعها في موريتانيا والسودان واليمن وجزر القمر،  أما  معدلات فقر الأطفال فتنخفض في كل من الأردن وتونس ومصر وفلسطين والجزائر وتبلغ بدرجة متوسطة في المغرب والعراق وترتفع في السودان وموريتانيا واليمن وجزر القمر.

كما بين التقرير أيضا عن تعرض ربع السكان في المنطقة العربية للفقر وتأثر معدلات الفقر بالاختلاف بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية  وميليها إلى الارتفاع في الأسر الكبيرة الحجم ، علاوة على ارتفاع معدلات فقر الأطفال في المنطقة العربية بالأرياف وتساويها بين الذكور والإناث.

وبما أن المملكة الاردنية الهاشمية تتولى حاليا رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، فقد قامت المملكة بمشاركة الدول العربية بإطلاق التقرير في مقرر الأمم المتحدة بنييورك، ومثل المملكة في عملية إطلاق التقرير وزيرة التنمية الاجتماعية. بدورها القت وزيرة التنمية الاجتماعية هالة بسيسو لطوف كلمة  قالت فيها أن الفقر يعد من أخطر القضايا الاجتماعية وله تأثيرات سلبية والبحث عن حلول عملية تساهم في الحد منه ومن آثاره السلبية وتحقيق العدالة الاجتماعية من أولى أولويات الحكومات العربية.

وأضافت الوزيرة  أن اهمية التقرير العربي للفقر متعدد الأبعاد يأتي من كونهِ أداةً عملية، تعكس الوضعَ الحقيقيَ للفقر ِوتشخيص مؤشراتِه وأبعادِهِ المختلفةِ ، ويحددُ أكثرَ الفئاتِ المتعرضة والمعرضة  له .

وبينت لطوف بأن ما يميز  التقريرَ تنوعَ مصادرِهِ  واستنادهِ إلى الأدلةِ العلميةِ والمؤشراتِ الحقيقة ومراعاته الحساسيةَ الخاصةَ لوضعِ الأطفالِ والنوع الاجتماعي .

وأكدت الوزيرة على أنُّ التمكينَ الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي للمرأةِ واستهدافًها ببرامجٍ لتوليدِ الدخلِ والمشاركةِ في صنعِ القرارِ، لهُأ أثرٌ كبيرٌ على تعزيز المجتمع والحمايةِ منَ الفقرِ.

وأشارت لطوف إلى الظروف المحيطة بالدول العربية التي واكبت اطلاق التقرير محل الدراسة ومن أهمها تداعياتُ عدم
حلِّ القضيةِ الفلسطينيةِ ، اندلاعُ الصراعاتِ والنزاعاتِ المسلحة في بعضِ البلدانِ العربيةِ ، وظهورُ التطرفِ والإرهاب وازديادُ موجةِ النزوحِ والتحدياتِ المتعددةِ والمتشابكةِ للدولِ المتأثرة بالنزاعاتِ وآثارُ ذلكَ على الأوضاعِ الانسانيةِ بالإضافةِ إلى الأعباءِ الإضافيةِ للدولِ المستضيفةِ للاجئين مثل الأردن ولبنان.

وبينت الوزيرة تأكيد التقريرُ على ضرورةِ الأخذِ بعينِ الاعتبار جميعَ جوانبَ الفقر، وأهميةِ تعزيزِ منظومةِ الحمايةِ الاجتماعية باعتبارها مدخلاً تنموياً للقضاءِ على الفقرِ متعدد الأبعاد، وهذا يتطلبُ خريطةِ طريقٍ عربيةِ للتصدي للفقرِ والاهتمام بنوعيةِ التعليمِ وإنشاءَ مركزٍ إقليمي عربي لدراساتِ الفقرِ لوضعِ السياساتِ والاستراتيجيات المبنيةِ على الأدلةِ العلمية.
 
وأكدت لطوف أنَّ مشكلتي الفقرِ والبطالة ووضعَ البرامجِ والحلولِ من أولى أولوياتِ الوطنية ألأردنية التي وردت في كتبُ التكليفِ الساميةِ والأوراقُ النقاشيةُ لجلالةِ الملكِ عبد الله الثاني ابن الحسين وخاصةً الورقةً النقاشيةً السادسةً موضوعَ تحقيقِ العدالةِ الاجتماعية وسيادةِ القانونِ كمقاربةٍ تنمويةٍ لمكافحةِ الفقر وبالإضافةِ إلى التركيزِ على أهميةِ التعليمِ وتمكين الشبابِ على اعتبار أنهم من أهمِ الطاقاتِ التي يجبُ توظيفُها للقضاءِ على الفقر.

وبينت لطوف أن الحكومةٌ الأردنيةٌ تعكف حاليا على إعدادِ الإستراتيجيةِ الوطنيةِ لمكافحةِ الفقرِ والحمايةِ ألاجتماعية من خلالِ وضعِ السياساتِ الاجتماعية المتكاملةِ .

وفي سياق متصل شاركت وزيرة التنمية الاجتماعية خلال وجودها في نييورك  في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ٧٢ ، وفي عدة جلسات وهي : إطلاق لجنة المساءلة المستقلة لكل امرأة ولكل طفل ولكل مراهق ٢.١٧  ، إطلاق الائتلاف الدولي للمساواة في الأجور الذي نظمته منظمة العمل الدولية، اجتماع المائدة المستديرة حول حقوق الإنسان : الإجراءات والالتزامات الخاصة بتمكين المرأة اقتصاديا ، إطلاق تقرير الفقر العربي المتعدد الابعاد" ، منتدى رفيع المستوى حول حماية الأطفال المعرضين للخطر من خلال إطار أهداف التنمية المستدامة بتنظيم البنك الدولي ، حدث رفيع المستوى حول إطلاق طاقات ألأجيال قدرات الفتيات المراهقات . كما شاركت الوزيرة أيضا بالعديد من اللقاءات الثنائية  مع ممثلي منظمة اليونيسيف في نيويورك وممثلي منظمة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين  وغيرها من الجهات الأخرى .