facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"تعليب" الأحزاب بعد تطويعها .. وماذا عن "التابلت الديمقراطي" ؟


26-09-2017 07:05 PM

عمون - لقمان إسكندر - لو جاء الانتقاد من موظف حكومي لم يختبر العمل الحزبي، لكان تصريح وزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة، مفهوما.

الوزير اليساري يهاجم الأحزاب في كلمة ألقاها بحفل إطلاق مشروع المعهد السياسي الأردني الذي ينفذه مركز هوية بدعم من السفارة الهولندية في عمان، فيقول إنها لم تحدث تأثيرا في المجتمع حتى الان.

ما لم يقله الوزير هو أن الأحزاب لن تحدث التأثير "غير المطلوب" حكوميا نهائيا، وأن المطلوب في الحقيقة أن لا تحدث، فما تتعرض له من ظروف عَمَدَ الى تخنثيها وتحويلها إلى مجرد ديكورات.

اليوم تمارس كل الاحزاب "اللعبة" الرسمية على نفسها. وهنا لا أتحدث عن الأحزاب المعلّبة التي اتُخذ قرارٌ بتصنيعها في خطوط إنتاج الدولة، بل التي تحمل تاريخا طويل في العمل الحزبي الاردني.

لا يستثنى من ذلك لا حزب إسلامي ولا يساري. الجميع في الهم "أردني". كلها تلعق جراحا عميقة لا تكاد تصبر عليها.

يدرك الوزير أن عملية تصنيع حزبيين لا تتم في مصانع "ورشات العمل" ذات الرعاية الرسمية والتمويل الأجنبي، بل هي في الشارع والجامعات والنقابات المهنية والعمالية. وطالما هذه مغلقة أو تكاد على العمل الحزبي، فهذا يعني أننا نرسم على الماء خططنا الرسمية. المسؤولون يدركون أن أقلامهم لا جدوى منها.

ذات القصة يتعرض لها "مجلس النواب" كهيئة تشريعية. وكما الاحزاب المعلّبة سيصنعون للنواب "تابلت ديمقراطي" للنهوض بالعمل التشريعي والرقابي. مشهد النائب وهو مشغول بالتابلت مشهد ديمقراطي. دعهم يلتقطون صورة النائب و"تابلته".

مبكرا، جرى شيطنة الاحزاب. واليوم لم يعد في الساحة الاردنية حزب واحد إلا ويلعق جراحه من جولات المصارعة الحرة مع الجهات الرسمية.

يقول الوزير المعايطة صاحب التاريخ الطويل في العمل الحزبي: الأحزاب الاردنية لم تحدث تأثيرا في المجتمع الأردني حتى الآن، وأن تأثيرها في المجتمع غائب. هذا صحيح. لكن جملة "ولا تقربوا الصلاة" تحتاج الى مواصلة القراءة. فمن تسبب بكل هذا التخنيث للأحزاب الاردنية؟ من عمد لاغتيال حزبيين الذين يظهر من شخصياتهم أنهم مؤهلون ليتحولوا إلى رموز وطنية؟ من طارد الشباب في الجامعات بتهم النشاط الحزبي؟ من أرهق النقابات المهنية سنوات طويلة، من يسيطر على النقابات العمالية ويحولها الى مجرد ديكورات لاستكمال المشهد ؟

الأحزاب غير مؤثرة ومقطوعة الرأس. لكن من قطع رأسها؟