عمون - محمد القاضي - تساءل نقيب اطباء الاسنان الدكتور ابراهيم الطراونة عن عدم تخلص الحكومة من الوصفة السحرية وهي فرض الضرائب ولماذا لا تفكر في حلول اخرى بعيدا عن هذه الآلية التي ارهقت جيوب المواطنين والتي لم تأتِ بنتيجة ايجابية للاقتصاد الوطني.

وقال الطراونة خلال حوار اجرته معه عمون: "نحن لسنا اكثر وطنية من المسؤولين الحكوميين ولكن النقابات تتعامل مع الطبقات المختلفة للمواطنين وتلامس احتياجاتهم، والواضح من خلال هذا التواصل مع مختلف مكونات الشعب أن المواطن لم يعد يحتمل مزيدا من الضرائب".

وحذر من خطورة الانعكاسات السلبية التي قد تنتج عن تردي اوضاع المواطنين المعيشية في ظل ضعف الرواتب والظروف التي يعاني منها القطاع الخاص، مؤكدا ان التذمر انتشر حتى في صفوف طبقة المهنيين من المنتسبين للنقابات ومنهم نقابة اطباء الاسنان لأن الطبيب على سبيل المثال بالكاد يستطيع تلبية احتياجات بيته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ووجه الطراونة نصيحة للحكومة بالبحث عن بدائل سريعة بعيدا عن مزيد من الاقتراض وفرض الضرائب، وأنه آن الوقت ان تفكر الحكومات بطرق مختلفة، قائلا :"الشطارة ليست في سن القوانين وفرض الضرائب الشطارة في ايجاد البدائل حتى لا نذهب إلى المجهول".

ولفت إلى أن جلالة الملك بمصداقيته المعروفة أكد خلال مقابلته مع وكالة الانباء الرسمية انه مطلوب أن نعتمد على انفسنا، داعيا الحكومة الى عدم المساس بالطبقتين الوسطى والفقيرة، لهذا على الحكومة التقاط الرسائل الملكية، لأن الدول التي قفزت باقتصاداتها دعمت الطبقة الوسطى.

وبخصوص موضوع ضريبة الدخل والقانون المعدل المتوقع ان تقدمه الحكومة إلى مجلس النواب قال الطراونة: "تواصلنا كمجلس نقباء مع مدير عام دائرة ضريبة الدخل والمبيعات، للتأكيد على ان النقابات تدعو إلى عدم فرض مزيد من الضرائب وايجاد بدائل اخرى حتى وإن كان ما يقال صحيحا عن وجود ضغوط من المؤسسات المانحة وصندوق النقد الدولي بتوسعة شريحة دافعي الضرائب".

وحول ما يقال أن الاطباء من الفئات التي تعتبر متهربة ضريبيا قال الطراونة: "لا يجوز جلد القطاع الطبي بهذه الطريقة"، مؤكدا انه ان كان هناك اطباء متهربون من الضريبة هم قلة قليلة.

وبين أن الاطباء واتفاقياتهم مع شركات التأمين وعقودهم جميعها تخصم منها ضريبة الدخل سلفا، علما بأن الدخل المتأتي من عمل الاطباء ومنهم اطباء الاسنان لا يكاد يكفي تلبية امورهم.

ودعا الحكومة والجهات الرسمية الى جلب اي متهرب من الضريبة بدل ان يوجه كتاب صحفيين اقلامهم ظلما تجاه الاطباء والقطاع الطبي، مؤكدا ان لائحة الاجور المتعلقة بأطباء الاسنان لم تعدل منذ عام 2003، علما بانها اقرت منذ عام 1999.

واوضح ان لائحة اجور اطباء الاسنان لم تتغير بالرغم من غلاء المعيشة وارتفاع الكلف على الاطباء، مؤكدا ان طبيب الاسنان الاردني اجوره الاقل عربيا والبعيدة كل البعد عالميا.

وأكد ان كثير من الاجراءات السنية العلاجية اختفت وظهر اجراءات سنية طبية جديدة متطورة، لافتا إلى أن العيادات السنية الأردنية من افضل العيادات عالميا.

وحول اوضاع اطباء الاسنان قال الطراونة إن عدد المسجلين في سجلات النقابة 9 الاف طبيب اسنان منهم 4 آلاف مزاولين ومنهم 700 طبيب في القطاع العام، مشيرا إلى ان المطالب المالية التي تقدمت بها النقابة لم تجد الا جوابا واحدا من الحكومة: "الاوضاع الاقتصادية لا تسمح".

وأكد ان النقابة عملت على تعديل نظام العيادات والمراكز الطبية، كما ادخلت النقابة في مؤتمر عالمي عقد في البحر الميت طب الاسنان للسياحة العلاجية.