كصحفي متابع للشؤون الفلسطينية والسياسية والحزبية والنقابية المهنية والعمالية شهدت اعوام الثمانينات والتسعينات نهوضا وطنيا شعبيا ملفتا وكان مجمع النقابات المهنية في عمان مركز هذا النهوض وعلى مدار الساعة وفي معظم الايام..
وغذى هذا النهوض الوطني الاردني احداث جسام في الساحة الاردنية والعديد من الساحات في وطننا العربي الكبير منها نشوب الحرب العراقية الايرانية من 1980الى 1988 وانبثاق الانتفاضة الفلسطينية الاولى العام 1987وهبة نيسان 1989 على اثر فك الارتباط بين الضفتين وتم السماح بالعمل الحزبي العلني واجراء الانتخابات النيابية في تشرين ثاني 1998.
والاهم من كل ذلك فقد شنت واشنطن واخواتها الحرب على العراق العام 1991
وفي هذه العجالة لابد ان اشير الى الاداء الباهر للجنة الشعبية لدعم الانتفاضة واللجنة الشعبية لدعم العراق بالمساعدات المالية والعينية كالطحين والسكر والارز والاغطية وغيرها
ومن المشاهد الشعبية المثيرة والمعلنة حينذاك رفض النقابات المهنية بلا استثناء ودون اي تردد قرار فك الارتباط بين الضفتين 31 تموز 1988 واكدت هذا الرفض ببقاء هذا الارتباط بين مركزي النقابات في عمان والقدس وحتى كتابتي هذه السطور
مشهد آخر...
وغير مسبوق فقد نظمت النقابات المهنية الاردنية "مسيرة مليونية" 1990 انطلقت من مجمع النقابات الى جسر الملك حسين وهي تحمل الرايات الاردنية والفلسطينية واللافتات المؤيدة للشعب العربي الفلسطيني وانتفاضته الباسلة ومن منظميها المهندس علي ابو الراغب نقيب المقاولين والدكتور ممدوح العبادي نقيب الاطباء والدكتور صالح ارشيدات وآخرين....
مشهد أخير..
فقد شنت الولايات المتحدة واخواتها ما سمي بـ "العدوان الثلاثيني" على العراق العام 1991لم يترك الشارع الاردني أداة و طريقة لمنع ووقف هذا العدوان الوحشي وادواته كانت المظاهرات الشعبية للضغط على الادارة الامريكية برئاسة بوش الاب ..
وأطرف هذه المظاهرات الاحتجاجية مظاهرة نسائية غاضبة توجهت نحو السفارة الامريكية عندما كانت بجبل عمان وعندما لم يأبه السفير والسفارة بهن هاجمنه بأحذيتهن وهن يهتفن بسقوط اميركا...وحياة العراق.!
odehaodeha@gmail.com