سألت نائبا رفيع المستوى ، عن وضع حكومة المهندس نادر الذهبي ، وهل سيبقى الرئيس ، ام سيستقيل ، خلال الشهر المقبل ، من اجل تكليف شخص اخر ، ام سيتم تكليفه باعادة التشكيل؟.
النائب وهو العارف بأسرار ما يجري ، قال ليس معروفا حتى الان ، ما الذي سوف يحدث ، لكن الاهم من هو بديل الرئيس ، في حال تم تكليف شخص جديد ، فهذا هو السؤال ، وعلى ضوء الاجابة واشتراطاتها ، يمكن معرفة البديل ، مضيفا ، ان العام الجاري ، ولربما العامين المقبلين ، خطران ، واي رئيس وزراء سيكون موجودا ، لا بد ان يتسم بعدة صفات ، اولاها قدرته على ادارة الملف الاقتصادي ، ثم الانسجام مع مراكز صنع القرار الاخرى في الدولة ، والقدرة على ادارة العلاقات مع مكونات المشهد السياسي الداخلية ، من نواب واحزاب وصحافة ونقابات ، في ظل معادلات داخلية ، هامة وحساسة ، وفي ظل حذر في الاقليم ، مما سيلد بعد مذبحة غزة ، على صعيد الاقليم ، مشيرا الى ان "ادارة اوباما" قد تكون انعم ، في ادارة المنطقة ، لكنها في الجوهر لن تختلف ، عن اي ادارة امريكية اخرى.
سمات بديل الرئيس ، تأخذك الى اسماء لا تعد ولا تحصى ، هذا على افتراض مغادرة رئيس الحكومة لموقعه ، فهناك من يرشح شخصيات سياسية معروفة خدموا كوزراء او كرؤساء وزارات وهناك من يقول ان المرحلة متجهمة بطبيعتها وهي تفرض خيارات متجهمة ، خيارات تدير فريقا اقتصاديا ، كنواة داخل مجلس الوزراء ، لكنها في الاساس ، تتكامل مع مراكز القرار الاخرى ، لمواجهه مرحلة ، ليس سهلة ، اذ ان هناك من يجزم ان مذبحة غزة ، كانت بداية لرسم الاقليم ، من جديد ، واذا كانت بورصة الاسماء ، لا تترك شخصا ، الا وتطرح اسمه ، وكل اسم يتم طرحه لاعتبارات مختلفة ، فان هناك من يعتقد اننا قد نجد انفسنا ، امام حكومة برلمانية ، وهكذا تتعدد الوصفات ، واسماء من سينفذون الوصفات.. والكل يفتي على هواه.
لا يمكن التقليل من اهمية المستجدات ، ولا اهمية ما هو مقبل وآت ، لكننا في الوقت ذاته ، لا يجوز ان نوحي اننا مجرد قطعة عجين من السهل اعادة تشكيلها ، مثلما يريد العالم ، ولا بد ان نحدد استشرافيا ، كل الاخطار المتوقعة ، وكل الحسابات الطبيعية ، والخارجة عن الطبيعة ، لتحديد شكل المرحلة المقبلة ، التي بالتأكيد سوف يمتزج فيها الشأن الداخلي بالعلاقات مع دول الجوار ، والتقلبات التي نتعرض لها ، في الاقليم ، بالاضافة الى تداعيات الملف الفلسطيني ، وكل القضايا الاخرى ، ليتشكل المشهد بتفاصيل سياسية واقتصادية وامنية ، ضمن حسبة ، توازن بين كل هذه المتطلبات.
شخصيا ، اؤمن ان الملك في حال قرر تكليف شخص جديد بتشكيل الحكومة ، فقد يكون الاسم مفاجأة ، غير متوقعة ، وهذا يعني ان بورصة الاسماء طويلة جدا ، فقد ننتظر رئيس الحكومة الجديد ، من اليمين فيأتينا من الشمال ، او العكس ، غير ان المؤكد ان من سيحسم هذا الامر ، هو ما يعرفه صاحب القرار ، عن الفترة المقبلة ، وما فيها من اولويات ، ولربما اذا تم تكليف شخص جديد ، برئاسة الحكومة ، هذه المرة تحديدا ، فسوف يمكن ان نكتشف سلفا ، طبيعة تضاريس الايام القادمة ، على غير بعض المرات ، التي لم يكن يكشف فيها اسم الرئيس ، الخلطة السرية ، وراء اختياره ، فالخيارات هذه المرة ، ستكون مشهرة الدوافع والرسائل ، داخليا وخارجيا ، دون ادنى التباس ، حول سر قدوم هذا او ذاك.
المرحلة المقبلة ، ليست غامضة ، لكن الغامض هو "الوصفة" التي سيتم اعتمادها ، لمواجهه هذه المرحلة ، بكل تفاصيلها.
m.tair@addustour.com.jo