طريق الحج المسيحي طريق جديد على الخارطة السياحية
عبدالرحيم العرجان
25-09-2017 06:42 PM
بمبادرة من جمعية الادلاء السياحيين الاردنيين و جمعية السياحة المستدامة للتطوير والتعاون واشراف ومشاركة استاذ علم الاثار في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب تم اعادة إحياء المسير على طريق الحج المسيحي التاريخي الواصل ما بين مادبا وبيت المقدس للمرحلة الاولى من جبل نبو الى موقع عماد السيد المسيح عليه السلام على نهر الاردن، والذي يمثل واحدا من اهم الطرق الدينية التاريخية في المنطقة بحضور 26 مشارك من الجمعيتين معظمهم من الادلاء السياحين وخبراء الاثار.
وقد انطلق المشاركون من عيون موسى بعد زيارة جبل نبو وصولا لموقع المحطة الرئيسية مسترشدين بمعالم الطريق من حجار الميل ومعالم الطريق التي ما زال معظمها ظاهر للعيان بمتوسط عرض خمسة امتار وعدد من ابراج المراقبة التي بنيت على مشارف الطريق للحماية وكانت للمشاركين نقاط استراحة مع شرح واف لكل موقع من الدكتور وهيب التي اقيمت خلال العصر البيزنطي، حيث ان لكل برج منها له خاصية اشرافية وابعاد محددة تشكل في منظومتها نظام حماية متكامل للطريق من النهر لغاية الجبل.
في حين كان هذا الطريق هو الطريق نفسه الذي يربط ما بين مدينتي حسبان واريحا و يطلق عليه اسم اسبوس جيريكو نسبة الى اسمي المدينتين
وهدف المسير الى دراسة هذا المسار واعادة احيائه لما له من اثر كبير على السياحة المحلية والتعرف على طريق الحج الصحيح واستقطاب السائح الوافد لبقائه مدة اطول ان شوق للمسير عليه برحلة متكاملة ما بين نبو والمغطس، واثره في تنمية المجتمع المحلي وإحياء المكان.
ويشار الى ان الطريق هو جزء من الطريق الرابط ببلدة ام الرصاص (ميثعا) التي كانت محط قوافل بدلالة ما رسم على ارضيات كنائسها من مدن اردنية، وفلسطينية ومصرية، ويتفرع منه ايضا طريق الى جبل ام كاور مكان قطع راس يوحنا المعمدان، وطريق الى بلدة حسبان التي كان لها المقام المهم في عدد من العصور واهمها العصر المملوكي، بالاضافة الى التجارة ونقل الغلال والحنطة، كما استخدم الطريق لعبور الجيوش الرومانية بين الضفتين واستخدم ابان العصر البيزنطي لاغراض الحج الديني، فيما ان الحاجة ايجاريا الاسبانية قد سلكته من على ظهر دابة قادمة من القدس الشريف للوصول لسفوح مادبا وصولا لحجر الميل السادس وتخليدا لهذه الذكرة اصدرت الحكومة طابع نال الكثير من الشهرة، وبتقدير الدكتور وهيب انه يعتقد ان الطريق يضم في هذه المرحلة من سته الى عشرة احجار ميل علما ان الميل الروماني يبلغ 1480 متر.
ومن تجارب الادلاء وخبرتهم اشادوا الى اهمية الطريق وقدسيته ومكانته التاريخية وتكاملة من ابراج، محطات، احجار ميلية، معالم برك اصطناعية وقنوات ري تاريخية بالاضافة الى خاصيته الطبيعية التي حباها الله بنزول الى اخفض بقاع العالم يشكل نقطه تفرد وجذب لمسار جديد يضاف بقوة على الخارطة السياحية.