ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية
عبد الله الودعان الدعجة
25-09-2017 04:19 PM
تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني للبلاد . وتعد هذه الذكرى من الذكريات الخالدة والمناسبات المجيدة الغالية على قلوب الشعب السعودي الشقيق وافئدته ، لأهميتها و مكانتها المرموقة في نفوسهم لما تحمله من مواقف و ذكريات تاريخية مهمة ومعاني سامية واهداف نبيلة يعتز بها أبناء المملكة قاطبة ، حيث تحققت وحدة البلاد بفضل تضحيات أبنائها وعلى رأسهم مؤسس المملكة المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود الذي جعل منها وحدة واحدة بالهدف والمصير .
وهذا يعتبر إنجازا كبيرا تم تحقيقه ومؤشرا إيجابيا للقادة والمسؤولين السعوديين ، كون الأبواب أصبحت مشرعة امامهم للعمل وتدشين اهم مرحلة من مراحل البناء للبلاد ، فكان الاهتمام منصبا بالدرجة الأولى على ترسيخ مفهوم الامن الشامل وتوطيد اركانه امنا و استقرارا في جميع ارجاء الوطن .
وكذلك الاهتمام بالتعليم الذي يعتبر حجر الزاوية ودليلا قاطعا لنجاح عملية البناء والنماء والتطور نحو الامام ، حيث شهدت المملكة على اثر ذلك نهضة شاملة وحركة عمل سريعة و دؤوبة تدعمها إرادة قوية وصلبة للسير بالبلاد نحو التقدم والانجاز والبناء الشامل في مختلف المجالات، وشتى مناحي الحياة الحضارية الحديثة ، التي بدورها انعكست إيجابيا لما فيه مصلحة الوطن والانسان السعودي اينما كان و حيثما وجد.
وبناء على ذلك وتأكيدا عليه ، فالجميع يعترف ويشهد دون أي تزلف او مجاملة بما حققته ووصلت اليه المملكة العربية السعودية من نقله نوعية ونهضه واسعة في العقود الأخيرة ، عززت من قدرتها الذاتية ونوعت من مصادر دخلها واستثماراتها بصورة لافتة ومجدية من خلال ما وفرته من الخبرات والكفاءات العلمية والكوادر المدربة والمؤهلة التي ساهمت مساهمة فعالة بتنفيذ ونجاح برامجها وخططها التنموية والاقتصادية لتأمين مستقبلها الزاهر وتحقيق أهدافها وطموحاتها المنشودة لما فيه مصلحة وخير البلاد .
تعد المملكة العربية السعودية الشقيقة من الدول المهمة ذات الثقل السياسي والاقتصادي والمحوري على المستويين الدولي وإقليمي .وان الله حباها وخصها بمكانة دينية وتاريخية عز نظيرها ، وفيها وعلى ارضها المباركة اطهر بقعة مقدسة تهوي اليها افئدة المؤمنين والمسلمين في شتى بقاع المعمورة فهذه مكة المكرمة التي تحتضن الكعبة المشرفة والمسجد الحرام وجبل النور ومهبط الوحي ومهد الرسالات السماوية التي هدت الامة و اخرجتها من غياهب الظلمات الى النور بوحي من الله تعالى الى رسول البشرية سيدنا محمد عليه افضل الصلوات والسلام .
وهذا بحد ذاته تشريف وتكريم عظيمين للمملكة ومصدر اعتزاز لها و لقيادتها الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان وشعبها الأصيل الذي بذل وما زال يبذل كل جهد ممكن في سبيل المحافظة على الأماكن الدينية المقدسة .
فالعناية والرعاية مستمرة وعلى اشدها مسخرة لخدمة زوار وحجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن الذين يأتون من كل فج عميق طلبا للمغفرة والرحمة من الله العزيز الحكيم . وما كلمات الشكر والحمد والثناء التي ابداها وقدمها ملايين الحجاج بكل عفوية للمملكة وقيادتها الحكيمة الا خير دليل على الاعتراف بالجميل لهذه الخدمة . وكذلك على النجاح الكبير الذي تميز به موسم حج هذا العام ، كحال المواسم السابقة ، بكل ما صاحبه من أسباب الامن والأمان والراحة والاطمئنان .
بالمجمل فان الحديث عن دور المملكة العربية السعودية الشقيقة عربيا وإسلاميا ودوليا بقيادة وزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان فهو دور مشهود و معروف للقاصي والداني ويشار له بالبنان ، ولا يختلف على صحته اثنان لما قدمته و تقدمه من مساعدة ومساندة ودعم وتأييد لكافة القضايا العربية والإسلامية ووقوفها بحزم الى جانب تلك القضايا وخصوصا قضية العرب الأولى ،القضية الفلسطينية بالدفاع عنها امام المحافل الدولية والعالمية وكذلك عن جميع المصالح التي تهمها أينما كانت وتحت أي ظرف ، انطلاقا من ايمانها وانتمائها العربي والإسلامي وبعدها القومي ، الامر الذي اكسبها مكانة مرموقة وسمعة طيبة وحضورا دائما على الساحة العالمية ، فحازت بذلك على احترام العالم وتقديره المستحق لها ولدورها المشرف لما بذلته و قدمته من صنوف المساعدات المالية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية وغيرها للكثير من الدول والشعوب العربية و والإسلامية والصديقة ، وأيضا للعديد من الهيئات الدولية والمؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية والدينية ذات البعد الإنساني والاجتماعي.
وأخيرا ومن خلال هذه الذكرى المجيدة والمناسبة العزيزة فان الواجب الاخوي الصادق والانتماء العربي والإسلامي الأصيل يدعونا في المملكة الأردنية الهاشمية ملكا وحكومة وشعبا مشاركة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا احتفالاتها وافراحها في هذه الذكرى الوطنية العزيزة .
فنتقدم منها باحر التهاني واجمل التبريكات الأخوية مع تمنياتنا لها بتحقيق المزيد من سبل التقدم والازدهار ، لما فيه عزة ومنعة المملكة وشعبها العزيز الذي نكن له كل محبة ومودة واحترام وتقدير .
وفي هذا السياق لابد من الإشارة والإشادة بالعلاقات القوية والمتميزة والحميمة التي تربط الأردن والسعودية ،توأم المحبة والاخوة والثقة المطلقة والاحترام المتبادل الذي ارسى قواعدها وعمل على متانتها وتجذرها بكل صدق بين البلدين الشقيقين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين واخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وهي علاقات نموذجية عز نظيرها ، والتي أتت بحمد الله ثمارها لدرجة كبيرة على الشعبين الشقيقين وساهمت مساهمة فعالة وإيجابية في تعظيم واثراء مسيرة العمل والتعاون المشترك في شتى المجالات ومختلف سبل التعاون والاستثمار المنتج المفيد للبلدين ، محققة بذلك كافة الآمال المرجوة ،التي تمناها الجميع لخير ومنفعة القطريين الشقيقين .