كتاب ومعلقون .. ضد الامة!!
د.احمد القطامين
24-01-2009 11:54 PM
وضعت الحرب أوزارها بعد 22 يوما ملحميا خالدا في تاريخ الامة حيث كانت ردود الفعل العربية والاسلامية على المستوى الشعبي بشكل خاص تشكل حالة نهوض اسطوري يؤشر باتجاه مرحلة جديدة مجيدة في تاريخ الامة.. وقد وقف شعب غزة العظيم مع المقاومة وهي تخوض اشرس المعارك التاريخية بعد فترة زمنية طويلة كان العدو فيها يجتاح المدن الفلسطينية ويقتل ويدمر دون ان يواجهه احد.. الا اطفال يحملون حجرا بيد وباليد الاخرى حقنة هائلة من الايمان بفكرة المقاومة..
لقد رافق المعركة الاخيرة معركة اخرى لا تقل اهمية عنها وهي المعركة الاعلامية التي خاضتها بعض محطات التلفزة الفضائية ووسائل الاعلام العربية المختلفة وخاصة المواقع الالكترونية على الشبكة العالمية، تخلف عنها فقط مجموعة من الكُتاب والمعلقين الذين وقفوا ضد التيار.. وافاضوا في التخريب والاساءة الى امتهم، فكانوا معاول هدم حاولت تحطيم جدار الصمود النفسي الاسطوري خدمة لأهداف مشبوهة تصب بشكل مباشر او غير مباشر، عن قصد او عن غير قصد، في مصلحة العدو الذي ارتكب اكثر المجازر وحشية في التاريخ الانساني عندما اندفع الى غزة ليمعن قتلا وحرقا وتدميرا في البشر والحجر ويرتكب المجازر بحق المدنيين والبنى التحتية المدنية ويسوى البيوت والابراج السكنية بمن فيها من سكان بالارض.
فبينما كانت الفضائيات العربية والصحف اليومية والاسبوعية والمواقع الالكترونية الاخبارية تخوض معارك اعلامية مجيدة الى جانب المقاومة ، كانت مجموعة قليلة جدا من الكتاب في بعض هذه الصحف والمواقع، قد باشرت عملها مترافقا تماما مع بداية المعركة.. لقد استخدم هولاء الكُتاب طريقة خبيثة في الاساءة الى امتهم.. فمنهم من استخدم قفازة الحكمة والتروي ليبرر انحيازه الى اهداف العدو ومنهم من حاول ان ينفذ من خلال اسلوب "دموع التماسيح" على اطفال غزة.. ومنهم من حاول ان يتذاكى على امته بنشر مقالات واراء تتضمن دس السم في الدسم - كما يقال - مشككين في إمكانية الانتصار او حتى إمكانية منع هزيمة عربية مدوية .
ان هولاء قد يكونون من الذين تملكهم الخوف فارادوا ان ينبهوا لما اعتقدوا انها مأساة قادمة ستحل بالامة، وقد يكونون من الذين أعادت صياغتهم ثقافة الهزيمة فعبروا عما يمتلكوه فعلا من ثقافة.. وقد يكونون طابورا خامسا يتم تفعيله عند الحاجة في محاولة لإحداث خرق في جبهة الامة وهي في حالة حرب..
بغض النظر عن في أي من هذه الفئات يصنف هولاء الكُتاب والمعلقون تبقى حقيقة واحدة هامة وهي ان الامم الحية لا يجب ان توفر منابر لمثل هولاء الاشخاص المصنفين على انهم مثقفين وممن يشاركون في صناعة الرأي العام.. فالمثقف لا يمكن الا ان يكون على درجة عالية من الوعي، ومن هو على هذه الدرجة من الوعي لا يمكن ان يكون ضد امته وشعبه.. الا اذا كان قد افلس فكريا وثقافيا ولم يعد قادرا على ان يعطي بشكل ايجابي، او انه قد أصابه مرض ذهني عضال لا يستطيع معه إدراك حقائق الامور او الغوص في معطيات الواقع .. فالثقافة حالة انسانية وطنية تصب دائما في مصلحة الحقيقة والامانة والتفاني في الوقوف مع الحق.
لهولاء اقول: كيف فعلتم ما فعلتم؟ وكيف كنتم تقابلون اطفالكم عندما تعودون مساء الى البيت؟... وعن ماذا كانوا يسألونكم وهم متسمرون امام الشاشة يتحرقون شوقا الى الساعة التي تنتهي فيها المعركة ويتوقف العدوان وينتصر الحق، ويزهق الباطل...
ان الباطل - كما هو فعلكم - كان زهوقا ..؟؟