التغير المناخي قد يزيد من حرارة الصيف في الأردن مستقبلا
25-09-2017 01:46 PM
عمون- عاش الأردنيون وبلاد الشرق الأوسط وشمال افريقيا موجات حر غير اعتيادية الصيف الأخير، حيث تكررت المنخفضات الموسمية الهندية التي تجلب الحر من الهند والباكستان الى الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومن ضمنها الاردن، وتميزت هذه المنخفضات بعددها الغير اعتيادي والمتواصل ومن حيث المدة أيضا.
وبحسب الباحث الفلكي عماد مجاهد فأنه ومن خلال الدراسات المناخية التي أجريت في أفضل المعاهد والمراكز العلمية المختصة بالدراسات المناخية، فان موجة الحر الغير اعتيادية من المتوقع ان لا تكون الأخيرة، بل ربما سوف يعتاد عليها سكان الأردن وبلاد الشام وشمال افريقيا في المستقبل، حيث يتوقع ان تستمر خلال السنوات المقبلة، كما يتوقع ان تزاد حدة حرارة الصيف أيضا بحيث يتعذر السكن والعيش في بعض هذه المناطق مما قد تشهد هذه المناطق هجرات سكانية، وبشكل مغاير تماما لتوصيات اجتماع الأمم المتحدة الذي عقد في باريس العام الماضي من اجل تخفيض معدل درجة حرارة الأرض بمعدل درجتين مئويتين نتيجة فيما يسمى بالاحترار العالمي.
وقال خبير المناخ البروفيسور خوسيه ليليفلد Jos Lelieveld مدير معهد ماكس بلانك للكيمياء: في المستقبل، يمكن أن يتغير المناخ في أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نحو يجعل وجود سكانها في خطر، ومن خلال الدراسات التي اجراها المركز حول كيفية تطور درجات الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال القرن الحادي والعشرين، وجد الباحثون أنه بحلول منتصف القرن، لن تنخفض درجات الحرارة في هذه المناطق عن 30 درجة مئوية في الليل خلال الفترات الدافئة، مع احتمال أن تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية خلال النهار في كل من عمان والقدس ودمشق.
وبحلول نهاية هذا القرن، فان درجات الحرارة في منتصف النهار في الأيام الحارة يمكن أن تصل إلى 50 درجة مئوية، مع موجات متوافقة مع منخفض الهند الموسمي يحتمل أن تحدث بمعدل يزيد 10 مرات عن معدلها في الفترة الحالية.
وقال بانوس هادجينيكولاو Panos Hadjinicolaou الاستاذ المشارك في معهد ماكس بلانك بانه إذا استمرت البشرية في إطلاق ثاني اكسيد الكربون كما هو الحال الان فان الناس الذين يعيشون في الشرق الاوسط وشمال افريقيا سيتعين عليهم توقع حوالي 200 يوم حار بشكل غير اعتيادي وفقا للتوقعات النموذجية، وهذه الحالة ربما تجبر الكثيرين من سكان الشرق الأوسط وشمال افريقيا للهجرة الى أوروبا والمناطق الباردة القريبة.
وقال بانوس أيضا بان تغير المناخ سيزيد بشكل كبير من تدهور الظروف المعيشية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كما ان موجات الحرارة الطويلة والعواصف الترابية الصحراوية يمكن ان تجعل بعض المناطق غير صالحة للسكن مما سيسهم بالتأكيد في زيادة معدل الهجرة.
وقد توافقت نتائج هذه الدراسة مع نتائج التوقعات الموسمية للمراكز المناخية بخصوص منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والجزيرة العربية، حيث يتوقع ان يكون فصل الخريف في هذه المناطق أكثر حرارة من المعدل والامطار اقل من معدلها في فصل الخريف أيضا، مما يعني اننا مقبلون على فصل خريف جاف وحار نسبيا، وبنسبة توقع تصل دقتها الى حوالي 70% والله تعالى اعلم.