بسم الله الرحمن الرحيم
الى كل رفاق السلاح . . الى الكاب العنابي الذي توج جباهنا بالعز . . القوات الخاصة . . الى الارض التي عرفت وطأتنا . . الى الغيمات التي عرفتنا في السماء . . الى الوطن الحبيب الذي خبرناه ..
الى العسكرية التي خبرناها الماء والهواء . . السهول والوديان . . الجبال في صولات المجد وحب الاوطان . . الى أحبتي من صحبتهم مدى العمر والكفاح .
اليوم حين تنشر هذه الحروف اكتب آخر كلماتي .. آخر همساتي ونبضاتي . . وداعي وبقائي الى جانبكم في الذكرى والذكريات .. في المواقف الحرجة وحين تظهر فيها الرجال . .
رفاقي . . أبنائي ..بناتي . . زوجتي وأخواني السند .. اودعكم اليوم بأحر الحروف وما تملكني من مشاعر او ارى الثرى . هذا اليوم ووصيتي الى ابنائي ان تنثر هذه الوصايا معطرة بالشيح والقيسوم .. فوق الجبال وعند اشجار البلوط ..
وصيتي حافظوا على الوطن والتراب .. حافظوا على بلادكم واهليكم .. حفظها وحفظكم الله .. دافعوا عنها صفاً لا يفرقه أحد وعلماً لا يدنس أبد .. ابد ..
أحبتي انعي نفسي متصالحاً مع الموت والرحيل .. فهو سنة الحياة والوجود فلا يخلد عليها الا الكريم الودود .. اودع الشوق والكد والتعب .. أرتب كل ذكرياتي ودعائي ان تب علينا يا الله وأحسن مثوانا آمين .. آمين
الراحل الى جوار الغفور الرحيم .. العلي العظيم ..
العميد الركن المتقاعد قوات خاصه حسين عقلة عمير العموش .
تنقل بتصرف من ابنائي اليكم
انا لله وانا اليه راجعون .
هذه هي كانت وصيه العميد المتقاعد حسين عقله عمير العموش الذي انتقل الى ذمه الله تعالى يوم السبت الموافق ٢٣ / ٩ ٢٠١٧ وكان عليه رحمه الله قد كتبها كما افاد بذلك زميل دربه العميد المتقاعد عارف سليم الزبن قائد القوات الخاصة سابقاً قبل اربع وعشرين ساعه من وفاته وهو يصارع سكرات الموت لتكون نبراساً لأبناء الوطن ولآل بيته في حب الوطن والدفاع عنه و بعيدا عن سوق النخاسة والاتجار بالوطن وبعيداً عن الفساد والمفسدين الذين افسدوا الوطن الذي امضا حياته وهو يدافع عنه على الثغور وفي الصحراء وفوق قمم الجبال وبين الوديان والافاعي والضواري وبرد الليل وحر الصيف . وبعيدا عن ان تشغله ملاهي الحياة واطماعها .
رحم الله الفقيد البطل وفعلاً وكما ذكر بعض الاصدقاء فإن هذه الوصية يحب ان تكون درساً في الوطنية والاخلاص والشجاعة والحض على المحافظة على الوطن وتراب الوطن في هذه الايام الحالكات والتي اصبحت فيها المناكفات والسخافات والاحقاد تغلف حوارنا وعلاقاتنا والتي اصبحت فيها العلاقة بالوطن علاقة مصلحة شخصية وليس عشق و ولاء . في تلك الايام التي اصبحت مباراة كرة قدم تتطلب حشد الآلاف من رجال الامن لمنع اشتباك ابناء الوطن مع ابناء الوطن في مظهر يدل على جاهلية اولى . في زمن اصبح نقاشنا شجاراً بيننا في وقت اصبح ما يفرقنا اكثر منا يجمعنا.
نعم يجب ان تكون هذه الوصية من ضمن مناهجنا الدراسية ليعلم هذا الجيل معنى حب الوطن وواجب الدفاع عنه وان عليه تقع أمانه القيام بذلك .
بمثل كلمات الفقيد تكون الوطنية الحقيقية وليس بكثره النقد والهجاء مهما كانت هنالك من أخطاء دون ان يعني ذلك السكوت عنها حتى لا يتصيد البعض بعض كلماتي ولكن ذلك لا يجب ان يجعل اهتمامنا وحديثنا يقتصر على امورنا الداخلية فقط . ونتناسى الحديث عن الاخطار التي تهدد الوطن من الخارج وعن الاخطار التي تهدد المنطقة بأكملها فلم يعد احد يتحدث عنها وان تحدث عنها البعض فلا تجد من يهتم بها ولعل هذا اكبر انتصار حققه الفساد ومن هم وراء الفساد .
يجب ان نتذكر ان هذا وطننا وان علينا حمايته حتى من انفسنا فكلمة او موقف يمكن ان يهدم ما لا تهدمه الصواريخ والطائرات وعصابات الارهاب وهذا ما اوصانا به الفقيد العظيم بقوله( حافظوا على الوطن والتراب حافظوا على بلادكم واهليكم .. حفظها وحفظكم الله .. دافعوا عنها صفاً لا يفرقه احد وعلماً لا يدنس ابداً .. أبد )
رحم الله الفقيد واسكنه فسيج جنانه ولنقل له نم قرير العين. فاذا ادلهم الخطب فلن تجد الأردنيين الا كما طلبت .