"تطور الحياة الموسيقية في فلسطين" بدارة الفنون
24-09-2017 02:58 PM
عمون- استضافت دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان،مساء امس الملحّن ومدير "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقا في فلسطين"، سهيل خوري، في محاضرة تحدث فيها حول بدايات المشهد الموسيقي الفلسطيني أثناء عصر النهضّة الموسيقية في بدايات القرن الماضي.
وأوضح خوري أن الحياة الموسيقية في فلسطين كانت جزءاً لا يتجزأ من الموسيقى العربية وموسيقى بلاد الشام، وقال "انه لا يمكننا الحديث عن الموسيقا الفلسطينية بمعزل عن تاريخ الموسيقا العربية، لأننا كنا نعيش في منطقة جغرافية موحدة قبل سايكس بيكو". مضيفاً أن الفلكلور كان واحداً لبلاد الشام، كذلك التراث الشعبي، وأي اختلافات في الفلكلور أو التراث الشعبي كانت اختلافات جغرافية لا سياسية؛ أي فلكلور خاص بالجبل، وآخر بالحصيدة والمزارع والفلاح.
وأوضح خوري أنه رغم الدخول الفج لأشكال مختلفة من الموسيقا إلى فلسطين خلال القرن العشرين، "الا أننا سنرى لاحقاً معالم لما قد يؤسس لماهية الموسيقا الفلسطينة وخصوصيتها"،مضيفاً أن هناك إشكالا كبيرا بموضوع التأليف، حيث التركيز على المؤلفين أكثر من المؤديين رغم أهمية المؤدين في مرحلة معينة.
وبين المحاضر أن المعلومات حول الموسيقا الفلسطينية قبل النكبة شحيحة جداً وتحتاج لبحث وتدقيق، أما مع بداية القرن فقد ظهر الموسيقي واصف جوهرية وترك مذكرات مهمة يروي فيها عن حياة موسيقية متطورة في القدس وغيرها من المدن، ويذكر أسماء فرق موسيقية اشتهرت في ذلك الوقت من مثل فرقة "أولاد السباع" بالإضافة إلى أسماء العديد من المغنيات.
بدأ التطور في الموسيقا الفلسطينية عبر تأسيس مدارس للموسيقا، وتعليم المسيحيين الفلسطينيين ليصبحوا عازفين في الكنائس الغربية، كجزء من الطقس الديني، كذلك إقامة مهرجانات للموسيقا في يافا والقدس ورام الله، وغيرها من أمور منحت كما أكد خوري أسلوباً موسيقياً خاصاً على غرار تلحين الأناشيد وبرز في هذا المضمار الاخوان فليفل، كذلك شهد شمال فلسطين تطوراً ملحوضاً من خلال تأسيس نادي الموسيقى الشرقية وبروز أسماء من مثل حكمت شاهين، وحليم الرومي، وناصف عرموني..
وذكر خوري خلال المحاضرة أن ثمة عوامل خارجية أثرت على الموسيقا بفلسطين، وكان أن أنشأت معاهد خارجية على يد المهاجرين اليهود وبالتحديد الألمان سنة 1910 في القدس، وتأسست مدارس تدار من قبل الأستاذة اليهود ومعظم الطلاب يهود أيضاً.
وفي فلسطين المحتلة، كما أوضح خوري، ركز الموسيقيون على الموروث الموسيقي وعلى الفلكلور أيضاً، وربما هذا ما كان مسموح به خلال الأعوام 1948 و1967، ومن غير المعروف أنه كان هناك إنتاج موسيقي خاص في هذه الفترة، وكان التركيز يتم على الموسيقا الطربية والمصرية بشكل أساسي وموسيقا لبنان أيضاً.
وفي الثمانينات ظهرت تجارب لفرقة "صابرين" التي أسسها الملحن سعيد مراد، ومنها يمكننا تلمس بدايات موسيقية فلسطينية لا تشبه سواها، وكان حسين برغوتي يزود الفرقة بكلمات الأغاني، وكذلك فرقة "الفنون الشعبية الفلسطينية" التي مثلت تجربة موسيقية مهمة رغم قصرها.
وتحدث خوري عن مرحلة في الانتفاضة الأولى والتي أنتجت مجموعة أعمال موسيقية كلها تقوم على ألحان فلكلورية يكتب عليها كلمات ثورية مباشرة وتغنى بالمظاهرات، إذ لم يكن هناك تأليف موسيقي لأن تلك المرحلة كان صعبة على الناس وكانت التسجيلات تتم بشكل سري، وتنامى في تلك المرحلة الشعور بالحاجة إلى بناء الدولة، وهذا قاد إلى تأسيس المعهد الوطني للموسيقا في العام 1991، وكان له دور مهم في الحياة الموسيقية الفلسطينية، رغم بداياته الخجولة والتي احتضنتها جامعة بير زيت، ثم ما لبث أن انتشر المعهد وأصبح مركزه في القدس وله فروع عدة في فلسطين.
وأكد خوري أن أهم إنجازات المعهد تمثلت في الاهتمام ونشر الموسيقا العربية، ومنح ثقل مهم للموسيقا، وإحياء القوالب أو الآلات الموسيقية من مثل آلة القانون. (بترا)