الحوارات بين اقطاب مجلس النواب قبل ايام والتي شهدها منتدى الاعلام البرلماني تعيد تقييم المجس ونقد النواب لادائهم وتكتلاتهم إلى الواجهة، وهي وإن جاءت محفوفة بالحذر في التوصيف بحيث اوجد النواب المتحدثون او المنتقدون والمقيّمون لاداء المجلس منطقة توصف بانها مساحة من "اللامساس"، الكل يعرف رأس المشكلة لكن نبال سهام النقد لا تصل قلبها.
النقد النيابي – النيابي فجرته قبل شهور تصريحات لدولة النائب عبدالرؤوف الروابدة في محاضرة بمدينة اربد أشار فيها إلى موقفه من هيمنة كتلة التيار الوطني على مكاتب المجلس ولجانه وأتبعها بنقد للاحزاب وتشكلها ونفى وجودها السليم في الاردن، وكان اقسى ما آلم كتلة التيار الوطني قول الروابدة: "إن نواب الكتلة تحركهم غمزة عين" وهو ما أثار عليه انتقادات نواب الكتلة الذين تعاملوا مع الأمر بشكل شخصي لا سياسي وحمّلوه اكثر من تفسير، لكن الهجوم كشف عن طبيعة علاقتهم بالكتلة التي شفّت عن معان غنائمية اكثر منها سياسية.
النقد الآخر جاء من نائب ذي صلة عميقة برئاسة المجلس، وهو النائب ممدوح العبادي، لكنه برغم تحالفه السابق مع رئيس المجلس وحصوله على موقع النائب الاول، إلا ان تشكيل كتلة التيار الوطني كان يعني على ما يبدو حالة الفكاك من تحالف قديم، كما ان المظلة التي شكلت الكتلة لم تشأ وضع العبادي فيها ولا هو قبل بها أيضا، ثم جاءت تصريحات العبادي في حوار نشرته الغد وقال فيه :"إن الغالبية يتحركون بأثر رفع يد واحدة".
على هذا الاساس يمكن قول التالي، كتلة التيار الوطني ولدت بمظلة معروفة، وروج لها في الشارع، واقيم للتيار حفل كبير في قاعة الارينا بجامعة عمان الاهلية، ونشطت رئاسته باستقطاب قيادات تقليدية غير مؤطرة واغلبها متقاعدة، محاولة بذلك خلق حزب سياسي، لكن للاسف الفكرة التي حاولوا اخراج شكلها على اساس انها مطلب جماهيري وطني ضد القوى الليبرالية انتهت جسدا بلا أطراف في مجلس النواب وترملت في الشارع مبكرا.
اشارة النائب احمد الصفدي في حوارات منتدى الإعلام البرلماني إلى ان" المظلة التي شكلت الكتلة فقدت" وما جاء به نقد النائب بسام حدادين المستمر في الغد وفي حوارات المنتدى البرلماني مؤخرا تكشف عن حالة أكثر مأساوية وهي انه لا يرى فيما يجري في مجلس نوابنا اية تقاليد لها علاقة بمفهوم الاكثرية والاقلية في البرلمانات الحية.
قول النائب ممدوح العبادي ان هناك: "كتلة قسرية في مجلس النواب" يدل كذلك على درجة التـأزم السياسي داخل المجلس من جهة، وعلى نهاية مبكرة لكتلة التيار الوطني وانحسارها داخل مفهوم "الغلبة الغنائمية" من جهة اخرى.
نواب المجلس في المحصلة، ادرى بطبيعة علاقاتهم وأدوارهم، لكن الذين انتخبوهم ينتظرون بالتأكيد تجاوز واقع المجلس وحلول تغيرات سريعة تنقذ المجلس من واقعه.
mohannad.almobiadin@alghad