اعتقلت الشرطة البريطانية في الأيام القليلة الماضية عدة مشتبهين بهم في حادثة انفجار العبوة الناسفة في مترو لندن. تلك الحادثة التي لدغت عقارب ساعة بيغ بين تمام الساعة الثامنة وعشرين دقيقة من صباح يوم الجمعة في الخامس عشر من الشهر الجاري بتوقيت الساعة الملدوغة.
أحد المعتقلين وعمره ثمانية عشر عاما يعتقد بأنه لطيم، كانت عائلة بريطانية قد تبنته عندما كان ذا خمسة عشر ربيعا إثر قدومه من العراق في أعقاب فقدان والديه.
معتقل آخر وعمره واحد وعشرون عاما يدعى يحيى فروخ يعتقد بأنه سوري.
هذا الخبر وغيره من الأخبار التي كانت ترد إلينا تباعا على وقع أية حادثة نفذها عرب أفراد سواء في بريطانيا أو المانيا او فرنسا او حتى في الولايات المتحدة، عاد بي إلى حديث صدام حسين مع السفيرة الأميركية لدى العراق آبريل غلاسبي في الرابع والعشرين من تموز عام 1990.
الحديث طويل لا داعي لنشره هنا في هذا المقال بنصه الكامل، لكنني سأنقل لك عزيزي القارئ فقرة من هذا الحديث المثير للجدل تضم في طياتها عبارة طفق بها لسان صدام حسين، كانت ومازالت هذه العبارة تستوقفني في كل مرة أشاهد أو أسمع أو أقرأ فيها خبرا عن حادثة تفجير في أي مكان عموما، في الغرب خاصة.
سأعتمد مرجعين مختلفين لعرض هذه الفقرة عليك وكما وردت في كل منهما:
المرجع الأول: كتاب "حرب الخليج، أوهام القوة والنصر" لمؤلفه محمد حسنين هيكل، ص344: "نحن –أي صدام حسين مخاطبا السفيرة- نعرف أنكم قادرون على إلحاق اذى بنا. ونحن لا نستخدم التهديد ضدكم. ولكن نحن أيضا قادرون على إلحاق أذى بكم. وكل واحد يلحق أذى بقدر حجمه. نحن لا نستطيع أن نأتي إليكم في الولايات المتحدة ... ربما يصل إليكم أفراد عرب".
المرجع الثاني: كتاب "صدام حسين من الزنزانة الأميركية: هذا ما حدث!" لمؤلفه المحامي خليل الدليمي، ص460: "فإذا استخدمتم الضغط فسوف نستخدم الضغط والقوة. أنتم تستطيعون إيذاءنا مع أننا لا نهددكم، لكننا أيضا نستطيع إيذاءكم، وكل يستطيع ذلك حسب قدرته وحجمه. ونحن لا نستطيع أن نقطع كل هذه المسافة ونصل إليكم في الولايات المتحدة، لكن عربا فرادى يستطيعون ذلك".
والعبارة التي قصدتها آنفا هي: "ربما يصل إليكم أفراد عرب" / "لكن عربا فرادى يستطيعون ذلك".
ربما تدير الآن هذه العبارة في أفلاك ذهنك عزيزي القارئ التساؤلات عينها التي ما فتئت تثيرها في تلافيف لبي من مثل: هل هي صدفة؟ أم خطة؟ أم رؤيا؟ أم مجرد نظرة عابرة للمستقبل؟
ربما كانت صدفة، وربما كانت خطة، وربما كانت رؤيا، وربما كانت مجرد نظرة عابرة للمستقبل، لكنك قد لا تختلف معي فيما إذا كدت أن أجزم أن "هذا ما جنته براقش على نفسها"!