يا حسين العموش انطح الموت يهابك
د. محمد عبدالكريم الزيود
23-09-2017 07:37 PM
أجزم أن الموت لما تقدم إليك قابلته بكل هيبة الفرسان ، ورغم أن المرض أنهكك ، لكنه لم ينل من شجاعتك قيد شعرة ، فالرجال الذين أنت منهم ، من العسكر الذين لا يخافون إلا الله ، وعاهدوا الوطن مثل أجدادك من بني حسن على " المصحف والدم " ، فما وهنت لهم عزيمة ، وركبوا المنايا وأتعبوها ولم يتعبوا .
لم تخش الموت وكنت تنتظر قدومه ، فالأبطال لا يخافون رجال الله ، فمتى كان الموت بعيدا عن العسكر وجنود " القوات الخاصة "، وهم يجولون السماء والميادين وصحاري الوطن ، وترافقوا مع الرصاص ، وعند كل فجر يسبقون الشمس نحو السلاح ويحمون الثغور .
أسلمت الروح مقبلا وكنت تحاكي النفس بالشهادة ، ولم تعرف الخوف يا " حنيش القوات الخاصة"، وكنت تتمنى أن تسمع زغاريد " العموشيات " لا بكاءهن اليوم ، فبعض الرجال بحجم قبيلة ، والأبطال لا بواكي لهم .
أوصيت رفاق السلاح بالوطن ، و"بالبريه" العنابي ، وبترابه وعلمه ، وقلت للموت أقبل فهذا ديدن المؤمنين الراضين بحكم الله ، وبقيت بصف الوطن مدافعا شرسا ، لم تتنكر له كالآخرين ، وودعت رفاقك وأحبتك بسيرة عطرة ورجل إنموذج في العسكرية وفي الحياة .
فالسلام عليك ، وعلى صحبك ، ومن سبقوك من رفاقك : محمد ماجد العيطان ، أحمد علاء الدين .. والسلام على رجال الجيش العربي الذين ما بدلوا تبديلا .