facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ملفات ساخنة


اللواء المتقاعد مروان العمد
22-09-2017 06:41 PM

كنت قد فتحت بعض الملفات الساخنة في منطقتنا العربية وقلبت بعض صفحاتها وكان مما تحدثت عنه هو الملف الكردي ثم الملف السوري والملف العراقي. وكنت اريد الانتقال الى ملفات أخرى لأقلب صفحاتها، الا ان عوده اشتعال هذه الملفات بعد ان كادت نيرانها تنطفئ تجعل اعاده النظر بها وسبر غورها اولويه على غيرها. ولكون هذه الملفات اصبحت متداخله مع بعضها فسيكون حديثي اليوم عنها متداخلاً
اولاً كان التصور قبل اسابيع قليله ان الملف السوري يكاد ان يتم اقفاله بأعاده الحياة للسلطة السابقة في سوريه من الحدود للحدود وقطع التمويل عن تنظيمات المعارضة المعتدلة من قبل الدول الراعية ومحاوله تهجينها بمكاسب جانبيه مع النظام او ايجاد اماكن اقامه آمنه لها خارج الحدود. فيما تركزت الجهود على القضاء على تنظيم داعش كما تم الاعلان وزيادة اماكن عدم التصعيد وتخفيف التوتر لتشمل محافظه ادلب المحافظة الوحيدة التي ازداد عدد سكانها خلال الاحداث ليتجاوز المليونين قسم كبير منهم المهاجرين اليها ومن المقاتلين المعارضين للنظام وعائلاتهم الذين تم نقلهم اليها بموجب اتفاقيات رعتها وضمنتها كل من روسيا وتركيا وإيران وبموافقه أمريكية. واصبحت ادلب بحكم الامر الواقع عاصمه لهيئة تحرير الشام اوقل جبهة فتح الشام او قل جبهة النصرة او قل تنظيم القاعدة ومجموعه من التنظيمات الاخرى المنطوية تحت لوائها او المتحالفة معها. تلك الهيئة المصنفة بأنها ارهابيه ولكن لم يتم التعامل معها كإرهابية بحجه وجود تنظيمات معتدلة بالقرب منها وعل رأسها حركه احرار الشام الإسلامية المقربة والمدعومة من تركيا والسعودية. وكان التصور ان هذه المحافظة ستكون نواه الدويلة السنية في حال وصول الامور في سوريه لمرحله التقسيم . ولهذا كان العمل جارياً ليشملها قرار تخفيف التوتر بالرغم من ان هيئه تحرير الشام ( النصرة ) سيطرت على المحافظة بعد ان هزمت تنظيمات الجيش الحر فيها ثم الحقت بهم حركه احرار الشام وأخرجتهم من المحافظة ووقف عناصرها على مركز باب الهوى الموصل لتركيا .
وعشيه انعقاد اجتماع استانا السادس واقرار محافظه ادلب كمنطقه خفض توتر قامت هيئه تحرير الشام بالإعلان عن عدم موافقتها على ذلك وادانت التنظيمات التي حضرت اجتماع استانا بالخيانة واعلنت عن استمرارها بمحاربه النظام ، لتعلن تركيا في اليوم التالي انها سوف تدفع بثلاثة ألاف مقاتل سوري من تنظيمات المعارضة المدعومة من قبلها والموجودين في الإمارة التي اوجدتها داخل الاراضي السورية ضمن قوات درع الفرات بحجه محاربه داعش وبحقيقه التصدي للحركات الكردية في سوريه لمنعها من انشاء كيان مستقل او شبه مستقل لها . وقد اعلنت تركيا ان هذه القوة والتي سوف تكون مدعومة بالقوات التركية الموجودة داخل سوريه بعد ان قامت بتعزيزها بالمزيد من الرجال والسلاح سوف تقوم باجتياح ادلب للقضاء على هيئه تحرير الشام وذلك بعد ان قامت بسحب العناصر الأجنبية الموالين لها من تركمان وأيغور وأوزبك من ادلب واعادتهم لبلدانهم. كما قامت بسحب اعلاميها وأخلاء كل مقرات البث واغلاق اذاعاتها وسحب اجهزه البث منها قبل القيام بالهجوم الذي اعلنت عنه بالرغم من ان تركيا هي الضامنة الأصلية للتهدئة في ادلب وأنها كانت تحذر باستمرار من قيام قوات السلطة بمهاجمتها وما سيترتب على ذلك من دمار وقتل على نطاق واسع لازدحامها بالمقاتلين والمدنيين والقول ان ايه عمليه عسكريه في ادلب سوف تأدي الى مذبحة.
اذاً ما الذي حصل وما هي دوافع تركيا من قياده هذا الهجوم على ادلب الذي لا يمكن ان يحقق النجاح الا بتدخل القوات التركية مباشره في الهجوم ؟ هل هو محاوله استغلال انشغال قوات النظام في معركة دير الزور وابتعادها عن ادلب وصعوبة فتحها جبهة جديده لتوسيع رقعه امارتها داخل سوريه واعاده تمركز التنظيمات الموالية لها في خاصره النظام؟ أو لتكون لها قوه عسكريه وتفاوضيه كافيه للتصدي للمحاولات الكردية لأنشاء كيان خاص بهم في سوريه؟ وهل يعزز هذه الفرضية ما اعلنته بثينة شعبان بأن سوريه تعتبر اي قوات تركيه داخل اراضيها كقوات احتلال وقوات معاديه؟
ام ان هناك تفاهم آخر يتضمن قيام تركيا بالتصدي لتنظيم النصرة بالنيابة عن النظام في مقابل ان يتصدى النظام للمحاولات الكردية لأنشاء كيانهم الخاص كما سيلي ذكره ؟ ومما يعزز هذا الاحتمال التوجيهات السعودية التركية لتنظيمات الجيش الحر والتنظيمات المعتدلة بأن بقاء بشار الاسد اصبح امراً واقعاً والطلب منها ان تعمل تحت المظلة الروسية لضرب تنظيم النصرة. ومن ناحيه أخرى فقد لوحظ التحرك السوري العسكري السريع اتجاه دير الزور الى درجه اخلاء طريقه من تنظيمات العشائر المعارضة والطلب من أخرى الانسحاب الى الاردن مؤقتاً بمباركه من غرفه الموك المشتركة . وسهوله وسرعه تحرك هذه القوات في اراضي المحافظة غربي نهر الفرات وسقوط مواقع داعش بيدها موقعاً تلو الموقع من غير دلائل على معارك حقيقيه مع تنظيم داعش . وبنفس الوقت تأخير تحرك قوات سوريه الديمقراطية نحو محافظه دير الزور عن طريق تأخير انجازها لمعركه الرقة مع داعش الى ان وصلت قوات النظام الى ضفة نهر الفرات الغربية عندها تحركت قوات سوريه الديمقراطية الى داخل محافظه دير الزور وتحركت هي ايضاً وبسرعة وقوات داعش تختفي من امامها كما اختفت من امام قوات النظام وكما في كل المعارك التي شُنت عليها. سواء عن طريق تسللها الى المناطق الصحراوية او التقاط القوات الأمريكية لزعمائها بالطائرات بحجه انقاذ المتعاونين معها داخل التنظيم والذين هم في الحقيقة غالبيه قيادات داعش.
وكان قد اعلن عن شبه اتفاق وتنسيق بأن تتوقف قوات النظام عند الضفة الغربية للفرات وقوات سوريه الديمقراطية عند ضفتها الشرقية . ولكن على اثر اعلان تركيا عن نيتها اقتحام ادلب فقد اجتازت القوات السورية النهر الى ضفته الشرقية واخذت تستلم مواقع داعش منطقه تلو أخرى الى ان اصبحت على تماس مباشر مع قوات سوريه الديمقراطية وارتفعت وتيره التهديدات المتبادلة وعن احتماليه الاقتتال بينهما و فتح جبهه جديده في سوريه في محاوله لوأد الحلم الكردي بأنشاء كيان له بالاتفاق مع الجانب التركي باعتبار ان الخطر الكردي اصبح مشتركاً بينهما ويدعم ذلك ما صرحت به بثينة شعبان نفسها بأنه لن يتم السماح لأي مجوعة او تنظيم مسلح بالبقاء في سوريه مما يزيد احتماليه اشتعال هذه الجبهة بين الطرفين بالرغم من الاعلانات الأمريكية الروسية عن محاولاتهما تجنب ذلك وخاصه مع زياده الحديث عن استفتاء الاستقلال لمنطقه كردستان العراقية ونذر الحرب التي أخذت تندلع هناك والتي ستكون موضوع بقيه حديثنا .

وننتقل في الحديث الى العراق وملفاته الساخنة . وفي الوقت الذي قام به الجيش العراقي وتنظيمات حشده الشعبي بتحرير الموصل وغير الموصل من تنظيم داعش الذي كانوا قد سلموها لهم. وبعد ان تم تدميرها واجتياحها من قبلهم لتقع تحت احتلال مذهبي طائفي بعد ان كانت تحت احتلال ارهابي. وبعد ان اقتربت عناصر الحشد الشعبي الشيعي من المناطق الكردية خرج علينا مسعود البرزاني بموضوع الاستفتاء على الاستقلال وما قد يعني ذلك وما قد يجره على المنطقة من احتمالات ومخاطر .
وقد سبق ان تحدثت عن القضية الكردية بشكل عام ولا داعي لإعادة السرد ولكن سوف اتحدث عما لم اتحدث عنه سابقاً و خاصة لماذا اثير هذا الموضوع الآن ولماذا في العراق على وجه التحديد : -
في آذار عام ١٩٧٠ تم توقيع اتفاق حكم ذاتي بين الحكومة العراقية والاكراد بزعامة الملا مصطفى البرزاني اعترفت فيه الحكومة العراقية بالحقوق القومية للأكراد مع ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة العراقية ومقاعد في مجلس النواب الاتحادي واستعمال اللغة الكردية في المؤسسات التعليمية . ولكن بقي هناك خلافات حول المناطق التي سوف يشملها الحكم الذاتي حيث أصر الاكراد على ان تكون محافظه كركوك من ضمنها وان بترولها من حقهم. مما دعا الحكومة العراقية وفي شهر آذار من عام ١٩٧٤ لإعلان الحكم الذاتي للأكراد من جانب واحد شمل محافظات اربيل وداهوك والسليمانية ولم يشمل محافظه كركوك وخانقين وجبل سنجار وأطلقت على محافظه كركوك اسم محافظه التأميم.
وقد بقيت العلاقة بين الطرفين متوترة بالرغم من تعين وزراء اكراد في الحكومة وبقي كل طرف يسعى الى فرض سيطرته على كركوك . الحكومة عن طريق القيام بعمليات تهجير وتوطين للسنه فيها والكرد عن طريق تشجيع الاكراد على الانتقال اليها او على الاقل ان تقوم النساء الحوامل بالولادة وتسجيل مواليدهم فيها وذلك في محاوله من كل طرف ان يثبت اغلبيته في المدينة. الى جانب سكان المحافظة من التركمان العراقيين والذين كانوا يرفضون ان تخضع للأكراد ويطالبون بأن يقام بها نظام حكم مشترك .
والى ان جاء الغزو الامريكي الاول للعراق عام ١٩٩١ واحتلال مناطق من جنوبه وفرض منطقه حظر جوي تشمل المناطق الجنوبية التي يغلب عليها الشيعة بالإضافة الى المناطق الشمالية والتي تضم محافظه اربيل ودهوك في حين لم تشمل محافظه السليمانية وكركوك التي بقيت تحت سيطرة القوات العراقية الى ان انسحبت منها في نفس العام . وهكذا تمتعت تلك المنطقة بحكم ذاتي اقرب الى الاستقلال بحكم الامر الواقع . واتخذت تلك المنطقة علماً خاصاً بها ونشيداً وطنياً .
وقي عام ١٩٩٢ جرت انتخابات نيابيه في الاقليم وزعت مقاعده مناصفه ما بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني على ان يكون مركزه مدينه أربيل .
وبسبب الحصار المفروض على العراق فقد كان اقتصاد المنطقة يعتمد على السوق السوداء والتي كان يتنافس عليها الحزبان مما ادى الى حدوث صراع بينهما ادت الى حرب اهليه وذلك في عام ١٩٩٤ استمرت ثلاث سنوات سقط فيها الآف القتلى . وفي عام ١٩٩٦ عقد طالباني تحالفاً مع ايران وساعدها بالتوغل داخل شمال العراق مما جعل البرزاني يستنجد في صدام حسين والقوات العراقية حيث ارسل له ٣٠ الف جندي معظمهم من الحرس الجمهوري الى داخل المناطق الكردية رغم الحظر الدولي وساعدت قوات البرزاني على السيطرة على أربيل والسليمانية مما ادى الى هروب انصار الطالباني الى الحدود الإيرانية. وعلى اثرها عادت القوات العراقية الى قواعدها خارج الاقليم . وعلى اثر ذلك تمكن الطالباني وحزبه من العودة للسيطرة على السليمانية وبقي البرزاني يسيطر على أربيل وداهوك .
وفي عام ١٩٩٧ قامت القوات التركية باجتياح مناطق شمال العراق بالتعاون مع حزب الاتحاد الوطني في حين والحزب الديمقراطي في حين آخر لمهاجمه اوكار حزب العمال الكردستاني ، فيما استمرت الاشتباكات بين الحزبين الى ان اعلن عن وقف اطلاق النار بينهما في نفس العام .
وفي عام ١٩٩٨ وقع الحزبان اتفاقيه واشنطن برعاية امريكا واتفقا على المشاركة بالعوائد والسلطة . كما استفادت المنطقة من برنامج النفط مقابل الغذاء مما سمح بارتفاع مستويات الحياه وحصول نهضه اقتصادية وعمرانية فيها .
وفي عام ٢٠٠٣ ساعد الاكراد القوات الأمريكية في غزوها للعراق واحتلالها لمعظم شماله بما فيه مدينتي كركوك والموصل .
وبعد سقوط نظام صدام حسين تم انتخاب البرزاني رئيساً لإقليم كردستان والطالباني رئيساً للجمهورية العراقية وظل في هذا المنصب الى عام ٢٠١٤ حيث حل محله رئيس كردي آخر هو فؤاد معصوم .
وهكذا نجد ان ما حصل عليه أكراد العراق لم يحصل عليه اي من اكراد سوريه او ايران او تركيا . وكانوا يتمتعون بالأمن والسلام والرخاء في منطقتهم وفي الحقيقة ان اي من الحزبين الرئيسين لم يطالب بالاستقلال عن العراق طوال الحقبة السابقة. اذاً ما الذي جد وماذا حصل ليطرح هذا الموضوع بالطريقة التي طرح بها ؟ .
لقد ظلت منطقه كردستان بعيده عن الصراع الدموي الذي حصل بالعراق في اعقاب احتلاله كاملاً من قبل القوات الأمريكية وسقوط نظام صدام حسين . ولم تتأثر بالصراع الذي جرى ما بين السنه من انصار صدام حسين والمعارضين للغزو الامريكي وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي ظهر في ذلك الوقت ، وبين القوات الأمريكية والعراقية والتنظيمات الشيعية .
وعلى العكس فقد اصبحت ارض أمان للهاربين من اتون هذا الصراع .
ولكن مع تطور تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الى ان اصبح تنظيم داعش وبعد ان اصبح الصراع في العراق صراع مذهبي وبعد ان احتل او استلم تنظيم داعش الموصل وكامل محافظه نينوى المجاورة لمحافظه كركوك من الجيش العراقي وانسحاب هذا الجيش من كافه المناطق الشمالية . وبحجه حمايه محافظه كركوك من داعش اجتاحتها قوات البشمركه الكردية ووضعت يدها على آبار البترول ومصافيه وأخذت تقوم بتصديره عن طريق تركيا وبمعدل ٣٠٠٠٠٠ الف برميل يومياً دون الرجوع لحكومه بغداد . وفي وقت لاحق قام محافظ هذه المحافظة الكردي والمنتمي الى حزب طالباني برفع علم اقليم كردستان على الابنيه الحكوميه الى جوار العلم العراقي . وقد اسهم ثمن هذا البترول في البدايه بزياده الانتعاش الاقتصادي في الاقليم . ولكن وجود داعش على مقربه منهم جعلهم ينفقون على التسليح أموالاً هائله كما اقاموا التحصينات الرمليه في المناطق التي تفصلهم عن تنظيم داعش . وعندما بدأ الحديث عن استعاده الموصل فقد سعى الاكراد للمشاركة فيها وبدعم من تركيا والتي كانت قواتها العسكريه تشرف على تدريب البشمركه للمشاركة في هذه المعركه على امل ان يكون لهم حصه من الموصل يتم ضمها الى مناطقهم . ولما لم يستطيعوا ذلك فقد نشروا قواتهم البشمركه في مناطق متعدده خارج محافظاتهم وفي مناطق كانت داعش قد احتلتها ثم قاموا هم بطردها منها .
وعند حسم معركه الموصل وانتقال القتال ما بين الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي الى قرب مناطقهم استشعروا الخطر من ذلك ولهذا فهم الآن يسعون الى منع وصول القوات العراقية ومليشيات الحشد الى منطقه الحويجه المتداخله مع مناطقهم الا بموافقتهم ومشاركتهم . وربما كان ذلك من اسباب اثارتهم لموضوع الاستفتاء على الاستقلال في هذا الرقت اما بهدف تحقيق الاستقلال فعلاً او استخدام هذه الورقه على طاوله المفاوضات لتحديد مناطق نفوذهم وتوسيعها .
يضاف الى ذلك ان الانفاق العسكري واللجوء الكبير الى مناطق كردستان والصراع الحزبي فيها وظهور الفساد قد ادى الى وقوع الاقليم في ضائقه ماليه جعلتها عاجزه عن سداد احتياجاتها الماليه بالرغم من نفط كركوك المنهوب من قبلهم مما ادى الى قيام الاقليم بتخفيض رواتب الموظفين والتي هي بالاساس لم تدفع لهم منذ بضعه اشهر . ولعل هذا العامل الاقتصادي من ضمن العوامل التي دفعتهم لطرح موضوع الاستفتاء لأستخدامه كوسيله ابتزاز للحكومه العراقية لزياده مخصصات اقليمهم الماليه .
ويوجد سبب آخر في نظري لهذا الطرح في هذه الايام ويعود ذلك الى ان السيد مسعود البرزاني كان قد انتخب رئيساً للإقليم لأول مره عام ٢٠٠٥ ولمده اربع سنوات وبأغلبيه كبيره وقد تم التجديد له عام ٢٠٠٩ . وانتهت الفتره الثانية في عام ٢٠١٣ ولكن لم تجري ايه انتخابات وتم التمديد للبرزاني لمده سنتين بحجه الاوضاع الامنيه في المنطقة . اي لعام ٢٠١٥ ورغم ذلك لم تجري الانتخابات حتى الآن وبقي البرزاني يمارس صلاحياته كرئيس للإقليم بعد ان قام بتجميد نشاط البرلمان الكردي ومنع رئيسه العضو في حركه التغيير من دخول أربيل .
وحركه التغيير هي حركه انشقت عن الاتحاد الوطني بزعامة الطالباني وقام بها الرجل الثاني في الحزب نوشيروان مصطفى وذلك عام ٢٠٠٧ تمهيدا للمشاركة في الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٩ وكانت المفاجأة بحصول هذه الحركة على ٢٤ مقعدا في البرلمان الكردي وجاءت في المرتبة الثانية بعد حزب مسعود والذي حصل على ثمانية وثلاثين مقعداً فيما حل حزب الطالباني في المركز الثالث بحصوله على ١٩ مقعداً وذلك من اصل ١١١مقعدا عدد مقاعد المجلس . وتكرر نفس المشهد والنسب في انتخابات عام ٢٠١٣
وقد قامت هذه الحركة وفي عام ٢٠١٥ بحمله لأجراء تعديلات على قانون انتخاب رئيس الاقليم وتحويل صلاحياته الى شرفيه ولفصل سلطه العائلة عن سلطه الحزب والرآسه . ولهذا فقد استشعر البرزاني خطراً من هذه الحركة وخاصه مع استمرار نموها وانتشارها فأصدر اوامره بمنع رئيس البرلمان والذي هو من هذه الحركة وبقيه اعضاء البرلمان من حركه التغيير من دخول أربيل مما ادى الى تعطيل اعمال البرلمان خلال العامين الماضيين . ورغم وفاه رئيس الحزب المذكور في هذا العام الا ان الحزب استمر على مواقفه وانتشاره وعندما دعا البرزاني في الايام الأخيرة لعقد اجتماع للبرلمان لمناقشه موضوع الاستفتاء امتنع نواب هذا الحزب عن حضوره . هذا وقد اعلنت حركه التغيير ان اجراء هذا الاستفتاء بهذا الوقت غير مناسب وقالت ان الظروف غير مهيئ لعقده وكذلك فعل حزب الجماعة الإسلامية الكردستانية والتي لها سته مقاعد في البرلمان . كما عارض الاستفتاء وحتى الاستقلال عن العراق حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني والذي يعتبر فصيل من فصائل جماعه الاخوان المسلمين والذي ليس له مليشيا مسلحه وله عشره مقاعد في البرلمان الكردي .
اما بالنسبة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني فأن مواقفه ومواقف اعضائه من هذا الاستفتاء غير واضحه ومتباينة ولذلك لا تشهد مدينه السليمانية نفس الزخم للحشد للاستفتاء . كما ان ثلث الاكراد في الاقليم هم من الشيعة ولا يعرف بعد بماذا سوف يصوتون .
وتتهم الاحزاب الكردية المعارضة للاستفتاء البرزاني بأنه يسعى من وراء الاستفتاء الى تعزيز سلطاته وضمان بقائه على رأس سلطه الاقليم .
وكان مسعود البرزاني ينتظر من وراء طرح موضوع الاستفتاء ان يتوج بطلاً قومياً وأباً روحياً للدولة الكردية كما كان والده الملا مصطفى البرزاني وان تبقى هذه السلطة في عائلته ، الا انه يغامر بذلك بالدخول الى المجهول وخاصه بعد الموقف العالمي ضد اجراء الاستفتاء وخاصه الموقفين التركي والايراني وحيث لم يقف مع الاستفتاء ويسانده الا دوله الكيان الصهيوني كما كانت قد وقفت الى جوار والده الملا مصطفى البرزاني عندما قاد تمرداً مسلحاً على السلطات العراقية . ولكل هذا فأن في اجراء الاستفتاء مخاطرة كبيره وقد يكون البرزاني يغامر على نجاح الاستفتاء عن طريق امتناع المعارضين عن التصويت او للوصول الى المتر الاخير قبل الهاوية لعله يحقق بعض المكاسب والتنازلات من الحكومة العراقية والمجتمع الدولي .
وبهذا أكون قد استعرضت الخلفيات والاسباب التي ربما تقف وراء طرح موضوع الاستفتاء في هذه الايام مع عدم انكار وجود تيار انفصالي يسعى الى انشاء دوله مستقله للأكراد مع ما يمثله ذلك من مخاطر على امن المنطقة مما يجعل الصراع فيها يمتد ومما قد يكون طوق نجاه لمن تبقى من تنظيم داعش او ربما خلق تنظيم اشد منه شراسه وقسوة وتطرفاً . لأن كل ما جرى ويجري هو على حساب السنه في العراق مما يجعلهم تربة خصبة لولادة مثل هكذا تنظيم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :