حكومة الذهبي في مواجهة المطبات السياسية .. تمرد نيابي بعد رفع الغطاء الامني واشاعات التغيير تطغى على التعديل
فهد الخيطان
22-01-2009 03:32 AM
يشكل البرلمان اليوم المكان المثالي لقراءة التحولات التي تشهدها الساحة السياسية وعلاقة مراكز صناعة القرار بعد التغييرات التي حصلت في عدة مواقع حساسة مؤخرا. فما ان رُفع »الغطاء الامني« - على حد تعبير احد النواب - حتى بدأت التصدعات تظهر على الكتل النيابية التي تشكلت وفق معادلة مدروسة وارتفعت اصوات لنواب مستقلين كانوا خارج المعادلة تشكك بصحة »الاغلبية النيابية« وتصفها »بالقسرية«.
وفي ندوة حول العمل البرلماني عقدت منذ يومين تناوب عدد من النواب على كيل الانتقادات لحال المجلس تحت حكم كتلة الاغلبية وحليفتها كتلة الاخاء.
منذ استقالة مدير المخابرات العامة السابق الفريق محمد الذهبي توقع المحللون ان قواعد اللعبة النيابية في طريقها للتغيير, ورشحت اوساط سياسية كتلة الاخاء التي يقودها النائب الشاب احمد الصفدي لتكون اول المتضررين فيما تشير التحليلات ان كتلة التيار الوطني بزعامة رئـيس المجلس عبدالهادي المجالي ستواجه مصاعب كبيرة للمحافظة على وحدتها الهشة وتفوقها العددي, وسيعود نواب مستقلون مثل عبدالرؤوف الروابدة وعبدالكريم الدغمي, وممدوح العبادي وسعد السرور وبسام حدادين الى الواجهة من جديد.
وتعد الطريقة التي صار النواب يتعاملون فيها مع حكومة نادر الذهبي مظهرا آخر من مظاهر التحول في الساحة البرلمانية ستمتد اثارها الى الاوساط السياسية والاعلامية, ففي جلسة الاحد الماضي شهدنا هجوما غير مسبوق على سياسات الحكومة وتهديدات نيابية باستجواب وزراء في الحكومة.
ولحسن حظ الذهبي فان دورة مجلس النواب في ايامها الاخيرة, الامر الذي يجنب الحكومة مزيدا من النقد النيابي ويمنحه الفرصة لاجراء التعديل الوزاري المرتقب على حكومته بعيدا عن الضغوط النيابية.
التعديل وفق مصادر رسمية ما زال هو الخيار المرجح رغم ما يتردد من اشاعات عن التغيير راجت في الاونة الاخيرة.
رئـيس الوزراء وحسب المصادر ذاتها لم يعد يتحدث بموضوع التعديل وعندما بادر احد الوزراء بسؤال الرئـيس عن التعديل قبل اسابيع رد الذهبي »اي تعديل?«, الا ان المصادر تعزو تأخير اجراء التعديل الى الظروف الاستثنائية التي مرت بها المنطقة والعدوان الاسرائـيلي على غزة. ويبدو ان الذهبي اخذ برأي رئـيس مجلس النواب الذي نصحه بتأجيل التعديل الى ما بعد الدورة البرلمانية.
سواء تم التعديل في وقت قريب او جرى استبعاده كخيار فان معظم المراقبين يذهبون الى القول ان فرص الذهبي في اقامة طويلة بالدوار الرابع تضاءلت وان حكومته فقدت هي الاخرى شبكة الامان التي تمتعت في ظلالها طوال العام الاول من عمرها.
رئـيس وزراء سابق شبّه حكومة الذهبي بمركبة كانت تسير في طريق مضاء وتتلقى التحذيرات قبل ان تصل للمطبات لكن الكهرباء سرعان ما انقطعت لتسير المركبة في شارع معتم مليء بالمطبات ويعتمد سائقها على مهارته الفردية لتجنب الوقوع فيها.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم.