هِجْرَة للمعاصي أم هَجْر للعبادات
أ.د.محمد طالب عبيدات
21-09-2017 01:37 PM
الهِجْرَة النبوية الشريفة من مكّة للمدينة المنورة تعتبر انطلاقة تأسيس الدولة الإسلامية والتي تم بناؤها على العدل والمؤاخاة والحق وحرية العقيدة وممارسة العبادات الدينية في حرية وأمن واطمئنان وتحقيق المساواة بين الناس، فكانت الهِجْرَة للانتصار للدين والحق، فكانت الوحدة بين الأنصار والمهاجرين، فالمهاجرين هاجروا وتركوا اموالهم وبيوتهم لأجل الدين، والأنصار الذين استقبلوهم وقاسموهم اموالهم وبيوتهم حتى أصبحوا نواة لمجتمع قوي متماسك:
1. فالهِجْرَة كانت إيذاناً "للحقّ أنْ يعلو ويظهر وللباطل أنْ يندحر ويُقْهَر"، لكن "معظمنا اليوم هَجَر الحق وتاجر بالباطل".
2. والهِجْرَة كانت "لإعلان الدولة الإسلامية"، والإسلام "بات اليوم غريباً ويعاني الويلات من أهله قبل أعدائه"، إضافة للإرهابيين الذين يدّعون انتماءهم إليه بالباطل.
3. والهِجْرَة "أطّرت العلاقة بين المسلمين واليهود" في المدينة المنورة والذين يشاركونهم الوطن، وقد كانت لهم حقوق وعليهم واجبات، ولم يجبرهم الرسول عليه السلام على تغيير دينهم أو اضطهادهم. أمّا اليوم "فاليهود يستبيحون المسجد الأقصى دون النظر لحقوق الإنسان أو مسألة المواطنة."
4. والهِجْرَة كانت تقوم على "احترام الرأي الآخر"، بيد أننا اليوم "هَجَرْنا احترام الآخر ومارسنا سياسة الإقصاء".
5. والهِجْرة جاءت "بعدم التعجّل في تحقيق النتائج والنصر"، لكننا اليوم "هَجَرْنا الأخذ بالأسباب".
6. والهِجْرَة جاءت للأخذ بالأسباب و" التوكّل" على الله تعالى، لكننا نلاحظ اليوم استخدام "التواكل" بدلاً منها.
7. والهِجْرَة جاءت "للثورة على الظلم والقهر والحصار ليكون العدل والمساواة والعزّة"، لكننا اليوم "هَجَرْنا العدل وتاجرنا باللامساواة".
بصراحة: كان من المفروض أن يَهْجُرَ الناس المعاصي ويثوبوا لرشدهم في ذكرى الهِجْرَة النبوية، لكننا نراهم يَهْجُرون العبادات وقراءة القرآن ودور العبادة وغيرها، وكأننا في آخر الزمن. وهذه دعوة للناس جميعاً للاعتبار والتفكّر لهَجْر المعاصي لا هَجْر العبادات.
وكل عام وأنتم بألف خير
صباح الهِجْرَة النبوية وهَجْر المعاصي لا هَجْر العبادات