لم يسبق وان اثارالصراع العربي الاسرائيلي اهتماما جديا في المجتمع الاميركي بين صفوف الاميركيين العاديين تمثل في سيل من الاسئلة والاستفسارات مثل ما اثارته الحرب العدمية الاخيرة التي شنتها اسرائيل على المدنيين الآمنين في غزة.

•مساء امس، وجدت نفسي محاضرا عن القضية الفلسطينية وتاريخها، وانا، ردا على سؤال وجهه لي "آندرو" ابن السادسة عشر ونجل احد اصدقائي الاميركيين... الذي ادمته مشاهدة جثث الاطفال والشبيبة في شوارع واحياء غزة، وايقنت ان "آندرو" سيكتب وجهة نظره في مجلة الحائط المدرسية بعد ان يحلل ماسمعه مني ومن آخرين. "آندرو" هو احد من ملايين الشبيبة الاميركيين ممن عاينوا وشاهدوا الاطفال الممزقة اجسادهم الفتية والمفقوئه عيونهم، ليس من خلال شاشة "الجزيرة" بل من على مواقع الانترنت المتعددة مثل You Tube, My Space وغيرهما من المواقع التي تفسح المجال امام مئات الملايين من الشبيبة من مختلف الجنسيات والاعمار لتبادل وجهات النظر حول القضايا بمختلف احجامها ومواضيعها.

•تسعة وخمسون مدرسا، بروفسورا واستاذا جامعيا وعميدا في عدد من اهم جامعات ولاية مشيغن وقعوا عريضة تدعو الى شجب العدوان الاسرائيلي على غزة وشجب جرائم الحرب التي ترتكب ضد الاطفال والمدنيين الفلسطينيين هناك. هؤلاء الاكاديميون، طالبوا زملائهم في كافة الجامعات والمعاهد التعليمية الاميركية توقيع العريضة التي وصفت حرب اسرائيل على غزة بـ "جرائم ضد الانسانية" وان تصل هذه العريضة الى جميع اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في الولاية وجميع ممثلي الولاية في الكونغرس الاميركي ووضعهم في صورة ما يحدث من خروقات للمواثيق الدولية وايقاف هذا البطش الاسرائيلي الجنوني ضد الآمنين الفلسطينيين. البروفسور "كينث هاروا" المحاضر في جامعة "مشيغن ستيت" في شرق لانسنغ وصاحب المبادرة يؤكد على ضرورة نقل الحقيقة كما هي لاكبر عدد ممكن من الاميركيين مواطنين ومسؤولين وايصال رسالة واضحة وشجاعة للادارة الاميركية والكونغرس لقطع المعونات والمساعدات المالية والعسكرية عن اسرائيل التي تستخدمها لارتكاب مثل هذه الجرائم.

•في الكونغرس الاميركي وحين شنت اسرائيل حربها على غزة قدم عضو مجلس النواب عن ولاية اوهايو مرشح الرئاسة الاميركية السابق الديمراطي دنيس كوسنج مشروع قرار للتضامن مع مأساة المدنيين الفلسطينيين، ودعا اعضاء الكونغرس الى دعم مشروع القرار الداعي الى وقف هذه الحرب والسماح للمنظمات الانسانية الدولية بتقديم العون والمساعدة للمدنيين بعد ان تعرضت طواقمهم للقصف الاسرائيلي العشوائي.

•جميع النشاطات التي تبنتها الهيئات والمنظمات الانسانية السياسية والدينية الاميركية التي احيت هذا العام ذكرى داعية الحقوق المدنية الدكتور "مارتن لوثر كينغ" ذكرت ملايين المشاركين بالظلم الواقع على المدنيين الابرياء في غزة وغيرها من المدن الفلسطينية.

•عشرات الآلاف من الاميركيين من اجناس واعراق وخلفيات عرقية ودينية متعددة ومنهم اميركيون يهود بادروا الى تنظيم المسيرات الاحتجاجية للحرب على غزة، وجمع التبرعات لضحايا هذه الحرب. وقد قادت هذه المبادرات في ولاية مشيغن الناشطة الاميركية اليهودية المحامية "باربرا هارفي" رئيسة هيئة "صوت السلام اليهودي" في مشيغن والتي تحدثت اثناء المسيرات بلهجة غاضبة، واصفة دولة اسرائيل بالكيان الذي يعيش على القتل والوحشية.

•هذه بعض النماذج الايجابية الكثيرة والمتعددة التي بدأت بتوجيه الاسئلة والاستفسارات والمشاركة في المسيرات وكتابة عرائض الاحتجاح للمطالبة بوضع حد لتجاوزات اسرائيل وتعدياتها على القوانين والمواثيق الدولية الانسانية، هذه الشرائح بدأ يزداد عددها وترتفع اصواتها بشكل كبير جدا بعد الحرب الاخيرة على غزة تطالب باجوبة واضحة وصريحة لمحاسبة اسرائيل على كيفية انفاقها لاموال دافعي الضرائب الاميركيين. هذه النماذج يجب تقويتها ودعمها والتواصل معها من قبل الهيئات والمنظمات والمؤسسات العربية الاميركية في جميع الولايات الاميركية.