يقتلون انفسهم .. بسيجارة !
وفاء مطالقة
20-09-2017 11:54 AM
رئتان متفحمتان وعبارة تحذيرية تؤكد خطر التدخين وحتمية الإصابة بأمراض القلب والرئتين، لم تقنع العديد من المدخنين بالإقلاع عن التدخين! هذه العبارة ايضا لم تقنع الشباب الصغار الراغبين بالتدخين ،وكل ما فعلته أنها ابعدت غير المدخنين من غير الراغبين أصلا بالتدخين عن التجربة ، وربما وُضعت العبارة ( رفع عتب ).
قال لي أحد الذين خضعوا لإجراء عملية جراحية لتبديل بعض شرايين لقلبه بعدما تصلبت وأصابها الانسداد نتيجة الدهون والتدخين، كيف تحسنت لديه حاستا الشم والذوق بُعيد اجرائه العملية وتوقفه مجبرا عن التدخين خلال تواجده في المستشفى مدة اسبوع تقريبا، وكيف أصبحت بشرته أكثر نقاء وأسنانه أكثر بياضا، إلا أنه لم يتمكن من ترك التدخين نهائيا، مع يقينه بأناه يؤذي نفسه ومن حوله.
يأتي الإدمان على التدخين نتيجة خليط التبغ مع المواد الكيماوية التي تؤلف بمجموعها السيجارة ، كما أن الدخان الممتص والمار بالرئتين يحتوي على نحو 4000 مادة كيميائية أغلبها مواد مسرطنة مثل حامض السيانيدر والزرنيخ والرصاص والبوتان والكروم والـ(دي دي تي ) ومواد اخرى مشعة مثل البولونيوم.
ولتسهيل فعل التدخين وجعله أكثر جاذبية، تم اضافة العديد من المواد للتبغ ليصبح التعلق به شديدا يصعب تركه بسهولة ؛ اذ يعد النيكوتين ذا تأثير سريع وقوي على الدماغ ، ويعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تعلق المدخن بالسيجارة ، عدا عن تأثيره القوي على تنشيط الجهاز العصبي للإنسان - ويخفف النشادر – الذي يعتبر عنصرا مهما من مكونات السيجارة – الفعل اللاإرادي الطبيعي للسعال لدى مرور الدخان بالرئتين ، كما يعمل على مضاعفة تأثير النيكوتين على الدماغ.
يؤكد الأطباء أن سبع ثوان فقط هي رحلة وصول النيكوتين الى الدماغ عبر الدورة الدموية ، تبدأ بمجرد استنشاق الدخان الناجم عن السيجارة، من هنا، فان كل رشفة دخان – اذا جاز التعبير – تشبه من يقوم بحقن دماغه مباشرة بحقنة مخدرة.
لاحظت أن عددا من الأطباء هم من المدخنين، مع علمهم بضرر التدخين، إلا أن أحدهم برر تدخينه بعدم وجود علاقة طبية بين التدخين وأمراض القلب، مدعيا أن الرابط الوحيد بينهما إحصائي نتيجة دراسات أُجريت على مرضى القلب.
إلا أن الأبحاث العلمية أثبتت أن العديد من أمراض القلب والشرايين ناتجة عن تحالف وثيق بين أول أكسيد الكربون والنيكوتين على عضلة القلب ، اذ يزيد النيكوتين من سرعة نبضات القلب وحاجته إلى الاوكسجين ، بينما يعمل أول أكسيد الكربون على تقليل كمية الاوكسجين الواصلة إلى القلب ، ناهيك عن ترسب المواد الدهنية والكوليسترول في بطانة الأوعية الدموية، ما يؤدي الى تصلب الشرايين ، والذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم والسكتات القلبية الناتجة عن تجلط الدم في الشرايين التاجية المغذية للقلب.
ووفقا لأطباء ، فان السيجارة بمجملها تتسبب بإتلاف أهداب الخلايا المبطنة للمسالك التنفسية فتقل قدرتها على تنقية الهواء الواصل للرئتين، اضافة الى التسبب بقرحة المعدة والمريء والأمعاء.
معروف ان من يجالس المدخنين ويستنشق دخانهم هو مدخن من الدرجة الثانية، فما بالك بالمدخن من الدرجة الثالثة ؟!
قال لي طبيب قلب : عندما يغادر المدخن المكان الذي نفث دخان سيجارته عبر أثيره، يبقى الدخان عالقا بالأثاث فترة من الزمن، قد يستنشقه من يدخل المكان لاحقا ويتأذى بسببه.
هذه رسالة رجاء وتوسل الى كل مدخن ومدخنة ، دخانكم يؤذينا .. الى كل اب وام اقول ان اطفالكم بحاجة لكم فلا تحرموهم نعمة الابوين الاصحاء.